| تاريخ كتابة المُساهمة الخميس نوفمبر 25, 2010 6:41 pm | |
| ابناء المشايخ والداء العضال فى التصوف !!
( ابناء المشايخ والداء العضال فى التصوف !! )
..
عندما يرحل الولى وينتقل الشيخ الى الدار الاخره .. ترى المريدين والتلاميذ يتعلقون تلقائيا بابنه لانه ببساطه ( من ريحته ) .. وهذا من مقتضيات الحب .. ومن لوازمه ..
.. ولكن الكارثه تكون احيانا فى هذا الابن .. حيث انه لا يشترط ان يكون ابن الولى ولى .. وليست قاعده ان يكون ابن الصالح .. صالح مثله .. وقصة سيدنا نوح وابنه اكبر دليل !
! ( يانوح انه ليس من اهلك انه عمل غير صالح )
.. ومن اكبر الامراض التى يعانى منها الصوفيه الان فى عصرنا هم ابناء مشايخ الطرق .. وبالطبع ليس كلهم !!
فهناك ابناء اصلح من اباءهم .. وهناك ابناء ساروا على نهج آباءهم وما غيروا ولا بدلوا تبديلا ..
.. ولكن حديثنا الان .. عن ابن الولى . الذى ينشأ على التدليل والتعظيم .. فيرى حب المريدين له وتقبيلهم يده ورجله وهو طفل صغير ... وينادونه بالشيخ فلان .. وهذا يربى فى الولد شيئ من العظمه وعزة النفس والتكبر ..
.. وهذه الاشياء تخالف المنهج الصوفى تماما .. حيث ان التصوف قائم على الانكسار والفقر وعدم رؤية النفس الا على انها اقل الناس واصغرهم .. ومع الاسف فان المشيخه اصبحت بالوراثه .. فيكبر هذا الابن ويرى نفسه انه اصبح شيخ طريقه !! ويبدأ فى التعامل مع المريدين على انهم الورث الخاص به .. الذى تركه له المرحوم الشيخ الكبير .. لدرجة ان احد هؤلاء الورثه ..قال بالحرف الواحد فى احدى اللقاءات التليفزيونيه .. ( انا أحكم فى اكثر من عشرة الاف مريد )
.. وقد تخيل هذا الابن المدلل انه يحكم فى دولة خاصه به .. واقطاعيه من ممتلكاته !!
ونسى ان هؤلاء المريدين يقدمون للمربى اغلى شيئ عندهم وهو ( القلب ) حتى يربيه على الصلاح ويغذيه بالامدادات الربانيه ..
ومع الاسف تجد ان ابن الشيخ الذى نتحدث عنه لا يملك شيئا من تلك المواهب الربانيه .. فهو ليس عنده مدد ولا انوار !!
بل لم يشم رائحة من مسك الطريق اصلا ..
فهو لم يزهد ولم يعبد .. ولم يعرض عن الدنيا ..ولم ينصهر وينسحق كأبوه ..
.. وانما يظن ان المشيخه ان يسند ظهره الى ضريحه والده ثم يبدأ فى الحكم واصدار الاوامر على المريدين الذين يريدون وجه الله
..
ومن هنا تبدأ الكارثه .. ويظهر الخلل فى طريق التصوف !! .. حيث يعانى المريد بعد فقد الشيخ الكبير ان ابنه خالى من اى امداد .. ولا يملك من النور والعلم ما كان عند ابيه .. ويقع المريد فى الحيرة لان الحب يقتضى عليه ان لا يواجه شيخه الجديد بذلك من باب الادب ولا يريد ان يحرجه ويحزنه من اجل مقام ابوه ..( الشيخ الاصلى )
..
وبعض المريدين يبدأون فى الانصراف من الطريقه والبحث عن طريقه اخرى !!
! ومريدين اخرين .. يلتفون حول من يرون عنده مطلوبهم من النور والصلاح ..
!
كما ان ابن الشيخ لا يحيط بكل ما يترتب على ذلك من مشاكل وعيوب فى الطريق
.. بل والله .. والله .. والله .. ثلاث ايمان مغلظه !! ان احد ابناء المشايخ والذى تولى الطريق بعد ابوه .. اعلن على احدى الفضائيات قائلا ..
( انا رأيى ان مولد النبى بدعه .. وانا كنت بقول الكلام ده لبابا زمان !! )
يعنى شيخ طريقه بالوراثه .. وكان معترض على ابوه العارف بالله !!
. وبعضهم قال .. ( قولوا لنا على الاخطاء فى الاحتفال واحنا مستعدين نصلحها .. )
يعنى لا يعرف الخطأ من الصواب !!
واكبر مشكله .. عندما ينتقل الشيخ ويكون له اكثر من ولد .. .. فتحدث بينهم الخلافات والمنازعات .. من فيهم يمسك مكان بابا ؟؟
وكم من طرق حدث فيها انشقاق بسبب ذلك ..!!
وكم من مريدين تشتتوا وانقسموا وضاعوا فى زحمة خلافات اولاد الشيخ الله يرحمه ..
ويعيش الاحباب عندها على ذكريات الماضى وبقايا الامداد قبل عصر الاولاد المتنازعين ..
..
بل والادهى والامر .. ان هذا الابن عندما يتولى منصب المشيخه مكان ابوه .. ثم يرى ان احد المريدين يفتح الله له .. وتزداد انواره ويظهر صلاحه .. يبدأ فى النظر اليه بعين البغض والكراهيه .. ويخاف ان يلتف حوله الاخوان .. ثم يسارع فى طرده وابعاده !!
وكأنه سينازعه فى كرسى السلطه الذى اتخذه وسيلة لجمع الدنيا ..
.. فهو بالنسبة له وظيفه .. ومنصب اجتماعى .. ودخل مادى .. وزعامه روحيه صوفيه .. رغم انه من داخله غير مقتنع بالتصوف اصلا !!
وهنا يتبادر للذهن سؤال مهم !! !
هل الشيخ الاب الولى العارف بالله .. عليه مسؤليه فى هذا الامر ؟؟
والاجابه هى .. .. نعم طبعا ..
لان الولى الكامل تكون كل معاملاته لله وفى الله وبالله .. وليس عنده ما اسميه ( حجاب النسب )
( فاذا نفخ فى الصور فلا انساب بينهم يومئذ )
وهذا تلمحه فى كبار الاولياء عندما ينتقلون يعطون الراية من بعدهم للاكثر صلاحا والاقرب من الله .. وليس من الاقرب نسبا !!
.. فالسيد البدوى اعطى خلافته ورايته لسيدى عبد العال .. ولم يكن من صلبه .. وكذلك سيدى ابراهيم الدسوقى ..
وسيدى عبد السلام ابن مشيش اعطى الراية لسيدى ابو الحسن الشاذلى ..
ولم يكن من نسله .. وسيدى ابو الحسن الشاذلى اعطى الراية لسيدى المرسى ابو العباس .. ولم يكن من نسله
وسيدى ابو العباس اعطاها لسيدى ابن عطاء الله
ولم يكن من نسله
وكان شعار هؤلاء الاقطاب هو ..
!
!
( ابن القلب .. أعز عندى من ابن الصلب )
فالولى الكامل لا يحابى فى الطريق .. ولكن يكون نقصا فى الولى ..عندما يقصر فى تربية ابنه على الطريق .. ويكون نقصا اكبر ان فشل فى تربيته روحيا .. ثم مع ذلك يتركه يتولى الطريق من بعده ..!!
وكان من الكمل اصحاب المعالى سيدى ابى مدين الغوث ..يقول ..
( ربينا اولاد الناس .. ولم نفلح فى تربية اولادنا .. من يأخذ ابنى يربيه له ؟ ونربى له اولاده !! )
وعندما حضرت الوفاة سيدى ابو القاسم ..قالوا له يكون ابنك شيخا علينا من بعدك .. قال لهم ..( لا .. لقد اخبرنى الله فى الرؤيا .. طريقك ينتفع بها انت واصحابك .. ولا ينتفع بها اهلك ) .. وكان اهله ينكرون عليه !!
مع ان ابن الشيخ لو كان مقلدا لابيه فى العمل والصلاح ..سيكون اكثر الناس انتفاعا به بحكم الملاصقه والوراثه ..
.. وعندها سيكون امتدادا حقيقيا للطريق .. وسيكون عينا جديده للمدد ..
. وسيفرح عندما يرى مريدا له ينجح ويفتح الله على يديه .. بل وسيشير اليه ..
لان نجاح التلميذ .. معناه براعة المعلم !!
!
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
|
|
| تاريخ كتابة المُساهمة السبت ديسمبر 18, 2010 4:36 pm | |
| رد: ابناء المشايخ والداء العضال فى التصوف !!
أخي الكريم نأسف لغلق الموضوع
|
|