| تاريخ كتابة المُساهمة الأحد مارس 14, 2010 10:02 pm | |
| وقفة عند عظمة الله جل وعلا في آية
السلام عليكم ورحمة الله ( إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين ( 54 ) ) .
آية عظيمة في سورة الأعراف فيها صفة من صفات الله وهي الاستواء على العرش ( ثم استوى على العرش ) فللناس في هذا المقام مقالات كثيرة جدا ، وإنما يسلك في هذا المقام مذهب السلف الصالح : مالك ، والأوزاعي ، والثوري ، والليث بن سعد ، والشافعي ، وأحمد بن حنبل ، وإسحاق بن راهويه وغيرهم ، من أئمة المسلمين قديما وحديثا ، وهو إمرارها كما جاءت من غير تكييف ولا تشبيه ولا تعطيل . والظاهر المتبادر إلى أذهان المشبهين منفي عن الله ، فإن الله لا يشبهه شيء من خلقه ، و ( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ) [ الشورى : 11 ] بل الأمر كما قال الأئمة - منهم نعيم بن حماد الخزاعي شيخ البخاري - : " من شبه الله بخلقه فقد كفر ، ومن جحد ما وصف الله به نفسه فقد كفر " وليس فيما وصف الله به نفسه ولا رسوله تشبيه ، فمن أثبت لله تعالى ما وردت به الآيات الصريحة والأخبار الصحيحة ، على الوجه الذي يليق بجلال الله تعالى ، ونفى عن الله تعالى النقائص ، فقد سلك سبيل الهدى
ثبت عن الإمام مالك -رحمه الله- كان يحدث في مجلس الحديث، فجاءه رجل وهو يحدث، وقال: يا مالك، [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] كيف استوى؟ فوقف الإمام مالك -رحمه الله- مليا، سكت وأطرق رأسه حتى علت الرحواء -يعني: تصبب عرقا من شدة هذا السؤال عليه-، ثم رفع رأسه وقال: الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وما أراك إلا رجل سوء. فأمر به أن يخرج من مجلسه (من مجلس الحديث) ويبعد.
فقال: الاستواء معلوم. يعني: معلوم معناه في اللغة العربية. الاستواء معلوم؛ لأن الله -تعالى- أمر بتدبر القرآن والتفكر فيه وتدبر معانيه، ولم يستثن شيئا ما قال آية الاستواء هذه لا تفهمونها، فإنكم لا تفهمونها، قال -سبحانه-: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] .
فالاستواء معلوم معناه في اللغة العربية، معناه استوى:
استقر وعلا وارتفع وصعد واستقر، العلماء لهم أربعة معاني في الاستواء: استقر وعلا وصعد وارتفع.
وهذه المعاني الأربع تدور عليها تفاسير السلف في لفظ الاستواء، فالله -تعالى- مستو على عرشه حقيقة في هذه المعاني الأربعة،
على وجه يليق بجلاله وعظمته، الكيفية غير معلومة، ما نعلم كيف استوى، لكن نعلم المعنى، معنى استوى: استقر علا وصعد وارتفع. والكيف مجهول، والإيمان به واجب؛ لأنه كلام الله، والسؤال عنه بدعة، ما يسأل عن الكيفية.
|
|
| وفقني الله وإياكم لسلوك سبيل الهدى .
|
|
| |
| |
| |
| |