| تاريخ كتابة المُساهمة السبت فبراير 12, 2011 11:32 am | |
| قيمة الوقت فى الاسلام
اللهم ربنالك الحمد حمدًا كثيرًا، ولك الشكر شكرًا وفيرًا، أحمد الله تعالى وأشكره، وأثنيعليه وأستغفره، وهو الذي جعل الليل والنهار خِلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورًا،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، تعالى عليمًا قديرًا، الذي له ملك السماواتوالأرض ولم يتخذ ولدًا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبرهتكبيرًا، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أرسله الله تعالى شاهدًا ومبشرًا ونذيرًا،وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهمبإحسان وسلَّم تسليمًا كثيرًا.أما بعد:فاتقوا الله تعالى أيها الناس، اتقوا ربكم الذي يعلم السرّ والنجوى، وكفى به بذنوب عباده خبيرًا بصيرًا، [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ[آل عمران:102].إن العبد في الدنيا بين مَخَافَتَيْن: بين أَجَلٍ قد مضى لا يدري ما الله صانعٌ فيه، وأجلٍقد بقي لا يدري ما الله قاضٍ فيه، فليأخذ العاقل من نفسه لنفسه، ومن دنياه لآخرته،ومن الفراغ قبل الشُّغل، فو الذي نفسي بيده ما بعد الموت من حِيلة، وما بعد الدنيا إلا الجنة أو النار.وبعد: أيها المسلمون، تتقَلّب أحوال الإنسان في هذه الدنيا بين صحّة ومرض وشُغل وفراغ وتعبواسْتِرْوَاح وجِدّ وفُتُور، وقد أحدث الفراغَ هذه الأيام انتهاءُ العام الدراسي،وتوافُقُ كثير من الناس على أخذ إجازاتهم السنوية في فصل الصيف، ولم يكن هذامُشتِهرًا في الماضي، بل هو ممّا أفْرَزَته المدَنِيّة الحديثة، والتي تستهلكالإنسان كالآلة طوال العام في كَدّ وكدح ولَهَاث وراء الدنيا، في بُعْدٍ عن غذاءالروح من الإيمان، والذي هو اسْتِرْوَاحٌ للأبدان وراحة للقلوب والنفوس، وسرت عدوىالإجازات حتى أصبحت سِمَة للصيف في كل العالم.وانطلاقًا من واقعية الإسلام وشموليّته وتوازن أحكامه واعتدال تشريعاته فقد أقَرّ بحق النفسوالبدن في أخذ نصيبهما من الراحة والاستجمام، وقد قال النبي : ((إن لبدنك عليك حقًّا، وإنلأهلك عليك حقًّا، وإن لِزَوْرِك عليك حقًّا، فأعط كل ذي حقٍّ حقَّه))رواه البخاري ومسلم. والنفس قد تَسْأم من طول الجدّ، والقلوب تتعب كالبدن، وقد قالعلي –رضي الله عنه- : (رَوّحوا القلوب ساعة وساعة؛ فإن القلب إذا أُكرِه عمي).إلا أن هذا الترويح لا يخرج عن دائرة المباح، وقد ثبت أن النبي كانيُمازِحُ ويُداعِبُ ولا يقول إلا حقًّا، وقد سابق عائشة رضي الله عنها، وداعَبَالصبيان، وحثّ على مُلاعَبة الزوجة، وأقَرَّ الحَبَشَةَ في لعبهم بالحِرَاب، وقال:((ارموا بني إسماعيل؛ فإن أباكم كان راميًا)).وهذه بعض الجوانب المباحة من اللهو المباح والترفيه الذي لا يستهلك كلَّ الوقت،ولا يكون دَيْدَنَ الإنسان، ولا يخرج عن طَوْقِ المباح. إنّ إدخال السرور علىالنفس والتنفيس عنها وتجديد نشاطها من الأمور المعتبرة في الشرع. واللهو المباح فيالإسلام هو ما لا يخالف قواعده ولا شريعته، فلا يكون محرّمًا أو ذريعة لمحرّم، ولا يصدّ عن واجب.عباد الله،وإذا كانت الإجازات أمرًا واقعًا فإن المسلم الواعي لا ينبغي أن يغفل عن أمرينمهمّين:الأولمنهما: أن وقت الإجازة جزء من عمره، وأن الوقت هو الحياة، والإجازة لا تعني الفراغوالبَطَالة، ومُؤدّى ذلك هو الأمر الثاني:أن التكاليف الشرعية لم تسقط عنه، فالإنسان مطالب باستفراغ وقته كله في عبادة اللهتعالى، وهي الغاية التي خُلِقَ لها: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ[الذرايات:56]. ولا يعني هذا ملء جميع الأوقاتبالصلاة والصيام والجهاد بلا فُتُور ولا توقّف، بل المقصود أنه لا يخرج عن طاعةربه في أي حال من الأحوال، ولا يخرج عن تكليف، فهو مأمور ومَنْهِيّ، ولا يوجد وقتيكون فيه خارجًا عن التكليف يتصرف كيف يشاء، فهو دائر بين الواجبات والسُّننوالمباحات، وهو في أقلّ الأحوال مُكَلَّف بالابتعاد عن منطقة الحرام مهما كان نائيًا أو مُسترِخيًا.إن الإجازة ليست وقتًا مُقْتَطَعًا على هامش الحياة، بل هي جزء من العمر الذي لا يملكهالإنسان، بل يملكه الله الذي خلقه ليوظّفه الإنسان في طاعة مولاه؛ لذلك حَرُم عليهأن يُهلِك عمره ووقته بأي صورة ولأي سبب، وقد قال الحق سبحانه:[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]وَلا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا[النساء:29، 30]، مع أن المُنتحِر لم يقتل سوىعمره ووقته، وهذا يفسّر مسؤولية الإنسان عن عمره أمام خالقه، كما في الحديث الذيرواه الترمذي بسند صحيح أن النبي قال: ((لنتزول قدما عبدٍ يوم القيامة حتى يُسأل عن أربع: عن عمره فيم أفناه، وعن شبابه فيمأبلاه، وعن علمه ماذا عمل به، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه)).والأسفار جزء من الأعمار، وكلٌّ مسؤول ومحاسَب عن ساعات عمره فيما أمضاها، وبناءعليه ندرك أن المفهوم الشرعي للوقت لا يجعل للإنسان الحق في إضاعة وقته، وندركأيضًا عظمة الوقت بإقسام الله تعالى به وبأجزائه: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]وَالْعَصْرِ[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلاَّالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][سورة العصر].وحين أقسم الله تعالى بالليل إذا يَغْشَى، والنهار إذا تَجَلّى، ونَوْعَي الخلق من الذكروالأنثى قال: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى[الليل:4]، وحين أقسم بالشمس وضُحَاها، والقمروالنهار والليل والنّفْس قال: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا[الشمس:9، 10]، في إشارة من هذه الآيات إلى أنالوقت مادة الحياة، وأن سعي الناس فيها مختلف، فمنهم من يُزكّي نفسه ويُنَمّيهابالخير، ومنهم من يُهْبِطُها في أسفل الدّرَكات بتفريطه وعصيانه.أيها المسلمون، إن العاقل من تفكّر في أمره، ورأى أن تصرّم أيامه مؤذن بقرب رحيله طالعمره أم قصر، فاحتاط لأمره، واجتهد في يومه، واستعد لغده. ما الوقت إلا حياةالإنسان وعمره الذي هو أنفاس تتردّد، وآماله التي تضيع إن لم تتحدّد، الوقت ثمينونفيس، وما مضى منه فلن يعود، ولا الزمان بما مضى منه يجود. فهلاّ تنبّهنالأعمارنا، فكم من غافل يبيع أغلى ما يملك وهو الوقت بأبخس الأثمان! فالوقتمُنْصرِمٌ بنفسه، مُنقضٍ بذاته، ومن غفل عن تداركه تَصَرّمت أيامه وأوقاته،وعظُمَت حسراته، ينقضي العمر بما فيه فلا يعود إلا أثره، فاختر لنفسك ما يعودعليك، ولهذا يقال للسعداء: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الأَيَّامِ الْخَالِيَةِ[الحاقة:24]، ويقال للأشقياء المعذّبين: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]ذَلِكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَفْرَحُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَبِمَا كُنْتُمْ تَمْرَحُونَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا[غافر:75، 76].وللإنسان يومان يندم فيهما على ما ضَيّع من أوقاته، ويطلب الإمهال: فالأول في ساعةالاحتضار، وذلك حين يقول: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنْ الصَّالِحِينَ[المنافقون:10]، فيكونالجواب: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا[المنافقون:11]. والوقت الثاني والموقف الثانيفي الآخرة حين يدخل أهلُ النارِ النارَ: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ، فيكون الجواب: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمْ النَّذِيرُ[فاطر:37].أيها المسلمون، إن الحفاظ على الأوقات واستثمار الأعمار يحتاج إلى حزم وعزم وهمّة وقوّةإرادة، أما البَطَالة والكسل فهي داء وَبِيل ومرض خطير تنعكس آثاره السيئة علىالأفراد والمجتمعات، ويسبّب الخمول والفقر والتخلّف المادّي والمعنوي، ويؤدّي إلىالرذائل والمنكرات، وإن يكن الشُّغل مَشْهَدةٌ فإن الفراغ مَفْسَدَةٌ، ومَن أكثرالرُّقَاد عُدِم المُرَاد، ومن دام كسله خاب أمله، وقل لمن يلتمس الملاهي لصرفوقته: أراك تحسب الحياة لهوًا، فهل تحسب الموت لهوًا؟! وقل لمن يصْرف الأيام بينالأوهام والأحلام: إن كنت تجهل مقدار ما تضيّع من الزمن فقف بالقبور مُلتَمِسًا منسُكّانها بُرْهةً من الوقت؛ لتعلم أنه العزيز الذي لا يُمْلَك، والفائت الذي لايُستدرَك؟! وكم من قائل: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ[المؤمنون:99، 100]، فيُقال: كلا؛ إن العمر لايعود! إن الفراغ لا يبقى فراغًا أبدًا، فلابد أن يُملأ بخير أو شرّ، ومن لم يشغلنفسه بالخير شغلته بالباطل. وقد كان السلف يكرهون من الرجل أن يكون فارغًا لا هوفي أمر دينه ولا هو في أمر دنياه. وإذا اجتمع مع الفراغ صحة ومال صار خطرًا إن لميُشغَل بالخير، وفي صحيح البخاري أن النبي قال: ((نعمتانمْغُبُون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ)).عباد الله،إذا لم يكن للمرء غرض صحيح يسعى إليه، وهدف سليم يطلب تحقيقه والوصول إليه؛ ضاعزمانُه، وما أتعب من يمشي بلا مقصد! والإنسان بلا غَرَضٍ كسفينة ليس لها قائدتتقاذفها الأمواج حتى تهلك، والأيام صحائف الأعمال، فخَلّدوها بأحسن الأعمال،والفرص تمرّ مَرّ السحاب، والتَّواني من أخلاق الخَوالِف، ومن استَوَطَأ مَرْكبالعَجْز عَثَر به، وإذا اجتمع التَّسْوِيفُ والكسل تولّد بينهما الخُسران. بكى أحدالصالحين عند موته فقيل: ما يبكيك وأنت العبد الصالح؟! قال: أبكي على يومٍ لمأصمه، وليلة لم أقمها. والواقع أن كل من دنا أجله ندم على كل لحظة مرّت بلا عملصالح محسنًا كان أم مقصّرًا. فهلاّ تداركنا أعمارنا.إنك لترى في القرون الأولى خير قرون حرصًا شديدًا على أوقاتهم فاق حرص البخيل على دينارهودرهمه، مما كان حصاده علمًا نافعًا وعملاً صالحًا وجهادًا وفتحًا وعِزًّا وحضارةراسخة الجذور باسِقَة الفروع، ثم إذا نظرت إلى واقع كثير من المسلمين اليوم انقلبإليك البصرُ حَسِيرًا، حين ترى إضاعة الأوقات وتَبذِير الأعمار جاوز حَدّ السَّفَهإلى العَتَه، حتى غدوا في ذيل القافِلة بعد أن كانوا آخذي زمامها.وبعد: أيها المسلمون، من بُورِك له في عمره أدرك في يسير الزمن مِن مِنَن الله تعالى ما لايُحصَى، وكم من موفّق لأعمال كثيرة في أزمنة يسيره، حتى إنك لتحسب إنجازاتهم ضربًامن الخوارق، وما هو إلا التوفيق والبركة واستثمار الوقت فيما ينفع، وخير مثال لذلكرسول الله الذي أخرج الناس من الظلمات إلى النور، وغَيّر وجه التاريخ في ثلاث وعشرين سنة. وهذاعمر بن الخطاب –رضي الله عنه- يواصل ليله بنهاره يقول: (إن نمت الليل ضيّعت نفسي،وإن نمت النهار ضيّعت رَعِيّتي)، فكيف النوم بين هذين! وقال ابن عَقِيل رحمه الله:"إني لا يحلّ لي أن أضيّع ساعة من عمري، حتى إذا توقّف لساني عن مذاكرة أومناظرة، وبصري عن مطالعة؛ أعملت فكري في حال راحتي وأنا مُسْتطرِح، فلا أنهض إلاوقد خطر لي ما أسطّره"، لذا فقد ألّف كتابه الفُنُون الذي قال عنه الذهبيرحمه الله: "لم يُؤلَّف في الدنيا أكبر من هذا الكتاب". وقال ابن القيّمعن شيخه: "وقد شاهدت من قوة شيخ الإسلام ابن تيمية في سننه وكلامه وإقدامهوكتابته أمرً عجيبًا، فكان يكتب في اليوم من التصنيف ما يكتبه الناسخ فيجمعة"، وقال الذهبي: "إن تصانيفه تبلغ خمس مائة مجلّدة"، هذا مع مايقوم به من تعليم ودعوة وجهاد، وعند الترمذي بسند حسن أن النبي قال: ((منخاف أَدْلَجَ، ومن أَدْلَجَ بلغ المَنْزِل، ألا إنّ سِلْعَة الله غالية، ألا إنّسِلْعَة الله الجنة)).بارك الله لي ولكم في الكتاب والسنّة، ونفعنا بما فيهما من الآيات والحكمة، أما بعد:أيها المسلمون، وحيث الحديث عن الوقت واستثمار العمر فيما ينفع فهذه هَمْسَة فيأذن من صرف عمره، وخاطر بحياته في شبهات مظلمات أدّت للوُلوغ في دماء المسلمين.شباب الإسلام، إن مصائب أمّتكم تَتْرا، وجراحها لم تزل حَرَّى، إلا أن جرحها النازِفوداءها الدَّوِيّ أن يكون مُصَابُها في شبابها، في قناعاتهم وتفكيرهم، وفيمعتقداتهم وسلوكهم وحربهم وسلمهم، مصيبتها أن يَنُدَّ بعض شباب الأمة عن سِرْبٍفيه العلماء والشيوخ والحكّام وأصحاب الرأي ممن يوازنون المصالح، ويدافعون أعظمالمفسدتين بأخفّهما، شُرُودٌ تكون نتيجته جَزٌّ لأعناق، ودماء تُسْفَح وتُرَاق، فيمواجهات ترى طَرَفَيها مُسلِمَيْن، وساحاتها بلاد الحرمين. لقد عَذَل العاذِلون،ونَصَح الناصِحون، وبيَّن العلماء الراسخون، فهل أنتم منتهون؟! كم أُريقت دماء كانأحرى أن تُصرف للبناء، متمسّكين في ذلك بغَرْز العلماء، سائرين على سَنن خاتم الأنبياء!فنداء من مُشفِق ناصح لمن فارق الجماعة أن يعود، ولمن أخطأ أن يَسْتَعْتِب ويتوب، ولمنظُنَّ به ظَنٌّ يخالف واقعه أن يُسلّم ليسلَم، ويزيل ما التبس ليأمن، والشجاعةضروب، في ذُرَاها الاعتراف بالخطأ، وتحمّل تَبِعَاته. وأملنا وظنّنا أن تجدواتَفَهّمًا وحكمة وعذرًا ورحمة، وإلا فكفّاراتٌ للذنوب وماحِيات للخطايا، وكلاالأمرين خير للمسلم من التمادي في الخطأ والإمعان في العناد، وما قدّره الله كائن،وله ـ سبحانه ـ الأمرُ من قبل ومن بعد، نعوذ بالله من مُضِلاّت الفتن.ثم اعلمواـ رحمكم الله ـ أن الله أمركم بالصلاة والسلام على خير البريّة، وأزكى البشريةمحمد بن عبد الله الهاشمي القرشي، ومن صلّى عليه صلاة واحدة صلّى الله عليه بهاعشرًا، اللهم صلِّ وسلّم وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهمبإحسان إلى يوم الدين...
|
|
| |
| تاريخ كتابة المُساهمة السبت فبراير 12, 2011 4:24 pm | |
| رد: قيمة الوقت فى الاسلام
الوقت شيئ مهم وهنتحاسب عليه يوم القيامه فيما اهدرناه
|
|
| تاريخ كتابة المُساهمة السبت فبراير 12, 2011 5:42 pm | |
| رد: قيمة الوقت فى الاسلام
بارك الله فيك على المجهود اخى الكريم وجعله الله فى ميزان حسناتك
|
|
| |
| تاريخ كتابة المُساهمة السبت فبراير 12, 2011 8:18 pm | |
| رد: قيمة الوقت فى الاسلام
|
|
| |
| |