تطور الاحداث في مصر

تاريخ التسجيل : 10/09/2009

عرف المصريون الوهم في عهود كثيرة.. أبرزها الحقبة
الناصرية والعصر الحالي.. حالياً نعيش حالة من الضباب أخفت الحقيقة.. لكن في
الستينيات كنا مقتنعين أننا هزمنا إنجلترا وفرنسا وإسرائيل وحررنا أفريقيا والعالم
العربي وناصرنا الثورات في اليمن والجزائر وفلسطين.. وعندما حدثت النكسة شعرنا أننا
عشنا وهماً شاملاً.. أضعنا غطاء الجنيه من الذهب. خسرنا الحرب أمام إسرائيل في 6
ساعات.. اكتشفنا أن من حكمونا كانوا يحصون علينا أنفاسنا ويداهموننا بزوار الفجر
ويكبلنا الحاكم في المعتقلات ويصادر حرية الصحفيين وينقلهم لأعمال كتابية أو
إدارية.. لم نعرف أننا عشنا الوهم والتضليل إلا بعد وفاة عبدالناصر الذي وجد من
يدافع عنه وينسب إليه نصر أكتوبر وكان هذا إصراراً منا علي استمراء الخداع.. الآن
نعيش وهما من نوع آخر وأهميته تكمن في أننا أدركناه رغم أن النظام مازال قائماً..
الإعلام الناصري كان محترفاً لأنه أخفي الحقيقة إلي أن توفي الزعيم كما أن
الفضائيات لم تكن قد ظهرت بعد.. الآن اختلف الأمر.. فالوهم انكشف رغم ان النظام
مازال يحكم.. تصورنا أننا دولة مؤسسات وسيادة القانون فإذا بهما يتبخران في لحظة..
اعتقدنا أن الأمن لا يغمض له جفن واكتشفنا أنه راح في سبات عميق.. ذهب بنا الخيال
إلي تصور أن الحزب الحاكم مسيطر علي الحياة السياسية فإذا به خواء وسراب.. قالوا
لنا ان النظام أقوي من أن يهتز إزاء الأزمات العالمية فإذا بنا نتخبط أمام أزمة
داخلية.. أفهمونا أن "المحظورة" وهمية. فوجدناها تحرك الشارع وتسيطر عليه وتطور
الهجوم بأساليب جديدة.. الآن حان وقت التصحيح.. وسيبدأ من الإعلام والصحافة.. وأكبر
دليل علي أننا علي الطريق الصحيح أننا بدأنا التغيير الكامل في وجود المؤسسات
والهيئات التي كانت تضللنا. فاندهش كثيرون من اللغة الجديدة.. اتهمونا بأننا نبحث
عن دور مع العهد الجديد. ونسوا أن من عاش الوهم مرة. لن يحيا به أو يصدقه
مستقبلاً.. حتي لو كان عصر ملائكة!

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][/b]