الحمد لك ياربي .... انك انت ربي

تاريخ التسجيل : 07/05/2010

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين
حبيبنا ورسولنا وقدوتنا محمد .. وعلى آله وصحبه أجمعين

من باب قوله تعالى : " الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ " [ سورة الفاتحة ، آية : 2 ] وقد قال أبو جعفر : معنى : { الحمد لله } : الشكر خالصا لله جل ثناؤه دون سائر ما نعبد من دونه , ودون كل ما برأ من خلقه , بما أنعم على عباده من النعم التي لا يحصيها العدد ولا يحيط بعددها غيره أحد

وتفسير هذه الآية رائع لكنه طويل فمن أردات الإستزادة فلتعُد إلى موقع القرآن الكريم ولتقرأ تفسير الطبري في هذه الآية الكريمة

فيجب علينا نحن العباد أن نحمد الله سبحانه وتعالى على نعمه التي لاتعد ولا تحصى ، وأن نحمد الله في الشدة وفي الرخاء ، وفي السراء وفي الضراء .. فالحمد لله على كل حال

وأعظم مانحمد الله تعالى عليه .. أنه هو إلهنا وربنا وحده لاشريك له ولا أحد سواه ، لأنه هو تبارك وتعالى العفو الغفور ، وهو الرحمن الرحيم بل هو أرحم الراحمين ، وهو الرازق الكريم بل هو أكرم الأكرمين جل وعلا

نذنب ثم نستغفره فيغفر لنا ، ثم نذنب ونستغفره فيغفر لنا ، ثم نذنب فيطيل بأعمارنا ونصوم رمضان فيغفر لنا ، ثم نذنب فيطيل بأعمارنا فنصوم عرفة فيغفر لنا ، يغفر لنا بلا ملل ولا منة وقد شرع لنا كثيراً من الأدعية التي والأعمال من صوات وصيام التي تحقق مغفرة الذنوب مع ملاحظة أنها سنن وليست بواجبة ولا فرضية وإنما سنن يثاب فاعلها ولا يعاقب تاركها

وللترمذي حسنه عن أنس : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : قال الله تعالى : يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك ولا أبالي يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة
يالله .. من يغفر كل هذه المغفرة ؟ من يغفر ولا يبالي ؟ أي غفران وأي كرم هذا ؟ لو كانت المغفرة بيد الأصنام أو أحد من البشر لما غفر لنا هذه المغفرة ، فالنفس البشرية بطبيعتها ناقصة تحب الخير لنفسها ولاتحبه لغيرها ، فلو أذنبنا بحق شخص ثم اعتذرنا منه .. قد يسامحنا وقد لايفعل .. وإن سامحنا قد يمننا بها في يوم من الأيام ، أما الله تبارك وتعالى فله مطلق الصفات الكاملة يغفر ولا يبالي

أفلا أحمدك أنك ربي ؟!

يارب كل منا في هذه الدنيا له حاجات دنيوية .. من مال وغذاء وكساء ، فتغرقنا في كرمك و ترزقنا إياها بلا مقابل .. لو كان رزقنا من مال وغيره في يد أغنى التجار مثلاً أو في يد أحد من البشر لقصر معنا وربما منعنا الخير وطمع به لنفسه

ومهما أعطانا سيبخل علينا إذ سيحتفظ بالحصة الأكبر له ، وسيذكرنا بها في يوم من الأيام قائلاً هل تذكر منذ سنوات وقد كنت بحاجة إلى المال فأعطيتك ؟ أتذكر كم كنت كريماً معك ؟ هل وهل وهل ؟ هيا رد إلي الجميل !!

أما الله تعالى .. أكرم الأكرمين يجود على عباده دون طلب المقابل فيرزقنا بالخيرات والأمطار و الأموال والذرية وكثير من النعم

أفلا أحمدك أنك ربي ؟!

الحمدُ لكَ يارب .. إذا كرمتني وخلقتني في أحسن تقويم ، وإذ فطرتني على فطرة الإسلام وغيري تائه في ظلمات الشرك والكفر .. الحمدُ لكَ يارب إذ كرمتني بالعقل السليم وغيري يعاني من إعاقات في عقله

الحمدُ لكَ يارب .. إذا رزقتني بالغذاء والمال والمأوى الآمن ، وإخواننا في فلسطين والعراق وفي أفريقيا لايجدون سقفاً يأويهم أو لقمة تسد جوع يومهم أو طبيباً يعالج مصابهم

يارب .. أنت أرحم الراحمين ، أنت أرحم بعبادك من الأم على طفلها ، رحمتك وسعت كل شيئ .. فكم من مبتلى أحببته فابتليته ليصبر وينال الأجر على صبره ، ثم من بعد صبره رحمت ضعف حاله ففرجت كربه وبلاه فيكون العبد هو الفائز في كلتا الحالتين

أفلا أحمدك يا ربي ؟!

يارب أشكرك على نعمة فأنسى أخرى .. مهما شكرتك أظل مقصرة في عباداتي فاغفر لي واعفو عني .. اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك حتى لا أكون ممن قلت فيهم : " وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ " [ سورة سبأ ، آية : 13 ]

فلنحمد الله على نعمة الاسلام ...... اللهم لاتجعل مصيبتنا في ديننا