سمعت قبل كده عن المذاهب الفقهية...طب متيجى نتعرف عليها واصحابها

تاريخ التسجيل : 05/06/2010

أحببت في البداية أن أرحب بالإخوة والأخوات في هذا المنتدى المثمر، وأردت التعريف بالمذاهب الفقهية:
وهو الحديث عن المذاهب الفقهية بشكل مبسط مقبول يفيد منه المثقف والدارس والطالب، ويشمل الحديث:
- أصحاب المذاهب الفقهية المشتهرة والمندثرة.
- نشأة المذاهب وتكونها تاريخياً.
- تدوينها والمدونون.
- طبقات الفقهاء في المذهب الواحد.
- الكتب والمتون المعتمدة في المذهب والتي يفتى بها.

مقدمة عامة:
بدأت نواة المذاهب في عصر الصحابة، فكان بعضهم يفتي بما استقر لديه من فهم واجتهاد أو مما سمع من النبي صلى الله عليه وسلم، وتشكل لدى بعض الصحابة آراء عدة كوّنت في مجملها مايسمى مذهب فلان أو فلان. وكان من هذا:
- مذهب عائشة
- مذهب عبد الله بن عمر
- مذهب عبد الله بن مسعود
- وغيرهم
ثم جاء عصر التابعين، حيث اشتهر فيه فقهاء المدينة السبعة وهم:
"سعيد بن المسيب وعروة بن الزبير والقاسم بن محمد وخارجة بن زيد ووأبو بكر بن عبد الرحمن بن حارث بن هشام وسليمان بن يسار و عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود"
ومن فقهاء الكوفة: علقمة بن مسعود وإبراهيم النخعي شيخ حماد بن أبي سليمان شيخ أبي حنيفة.
ومن فقهاء البصرة: الحسن البصري.
وهناك بين التابعين فقهاء آخرون مثل: عكرمة مولى ابن عباس، عطاء بن أبي رباح، وطاوس بن كيسان، و محمد بن سيرين، والأسود بن يزيد، ومسروق بن الأعرج، و علقمة النخعي، و الشعبي ، وشريح القاضي، و سعيد بن جبير، و مكحول الدمشقي، و أبو إدريس الخولاني.
وفي أول القرن الثاني الهجري إلى منتصف القرن الرابع الهجري وهو الدور الذهبي للاجتهاد، لمع فيها ثلاثة عشر مجتهداً دُوّنت مذاهبهم، وقُلّدت آراؤهم وهم:
- سفيان بن عيينة بمكة
- مالك بن أنس بالمدينة
- الحسن البصري بالبصرة
- أبو حنيفة وسفيان الثوري بالكوفة
- الأوزاعي بالشام
- الشافعي والليث بن سعد بمصر
- اسحاق بن راهويه بنيسابور
- أبو ثور وأحمد بن حنبل
- داود الظاهري
- ابن جرير الطبري ببغداد.
إلا أن أكثر هذه المذاهب لم يبق إلا في بطون الكتب، وذلك بسبب انقراض أتباعه، وظل بعضها قائماً مشهوراً إلى يومنا هذا.
وسأتحدث عن المذاهب الفقهية الثمانية الكبرى" عند أهل السنة والشيعة " وهي:
- المذهب الحنفي
- المذهب المالكي
- المذهب الشافعي
- المذهب الحنبلي
- المذهب الظاهري
- مذهب الشيعة الزيدية
- مذهب الشيعة الإمامية
- المذهب الإباضي
المذهب الحنفي:
أقدم المذاهب الفقهية المدونة، في نهاية عصر التابعين
مؤسس المذهب: أبو حنيفة النعمان بن ثابت بن زوَطي التيمي الكوفي، ولد سنة ثمانين للهجرة.
قال أبو يوسف تلميذ أبي حنيفة: كان أبو حنيفة ربعة، من أحسن الناس صورة، وابلغهم نطقاً، وأعذبهم نغمة، وأبينهم عما في نفسه.
وقال ابن المبارك: ما رأيت رجلاً أوقر في مجلسه، ولا أحسن سمتاً وحلماً من أبي حنيفة.
ثناء العلماء عليه:
قال الشافعي: قيل لمالك: هل رأيت أبا حنيفة؟ قال: نعم، رأيت رجلاً لو كلّمك في هذه السارية أن يجعلها ذهباً لقام بحجته.
وقال الشافعي أيضاً: الناس في الفقه عيال على أبي حنيفة.
وفاته:
توفي شهيداً سنة 150 هجرية ودفن ببغداد.
كيف نشأ المذهب الحنفي:
لم يؤلف أبو حنيفة كتاباً في الفقه، وإنما كل ما ألفه عبارة عن رسائل كرسالته المسماة " الفقه الأكبر " والعالم والمتعلم و رسالته في الرد على القدرية. وكلها في علم الكلام والمواعظ.
وأما الذي قام بنقل المذهب وتدوينه ونقل آراء أبي حنيفة هم تلاميذه، وأخصهم اثنان:
1- أبو يوسف: يعقوب بن إبراهيم بن حبيب الأنصاري، وله من الكتب:
- كتاب الآثار
- اختلاف ابن أبي ليلى
- الرد على سير الأوزاعي
- كتاب الخراج.
2- محمد بن الحسن الشيباني الذي ولد سنة 132 هـ وتوفي سنة 189هـ، ولم يجلس في درس أبي حنيفة مدة طويلة، لكنه أتم على أبي يوسف ما بدأه على أبي حنيفة، ويعد حافظ الفقه العراقي، وكان تدوينه أول تدوين جامع لأشتات نوع معين من الفقه. ومن كتبه التي تعتبر المرجع الأساسي في الفقه الحنفي ستة هي:
- كتاب الأصل أو المبسوط
- الزيادات
- الجامع الصغير
- الجامع الكبير
- السير الصغير
- السير الكبير
وتسمى كتب ظاهر الرواية، وهي أساس الفقه الحنفي
مراتب كتب الفقه الحنفي: هي
1- مسائل الأصول وتسمى " ظاهر الرواية ": وهي مسائل مروية عن أصحاب المذهب وهم " أبو حنيفة وأبو يوسف ومحمد بن الحسن " ويلحق بهم زفر بن الهذيل والحسن بن زياد وغيرهما، لكن الغالب الشائع في ظاهر الرواية أن يكون قول الثلاثة " الإمام وصاحبيه "
2- النوادر: وهي مروية عن أصحاب المذهب المذكورين، ولكن في غير الكتب الستة المذكورة، بل في كتب أخرى للإمام محمد بن الحسن كالكيسانيات والهارونيات والجرجانيات والرقيات، أو في كتب غيره كالحسن بن زياد
3- الفتاوى والواقعات: وهي مسائل استنبطها المجتهدون المتأخرون والتي لم يجدوا فيها رأياً لأهل المذهب المتقدمين. والمتأخرون هم أصحاب أبي يوسف ومحمد بن الحسن، وأصحاب من بعدهم.
منهج أبي حنيفة في الفقه:
يقوم منهج أبي حنيفة على أصول سبعة:
- الكتاب
- السنة
- أقوال الصحابة
- القياس
- الاستحسان
- الإجماع
- العرف
السمة الواضحة لفقه أبي حنيفة:
1ً- الروح التجارية فيه: فهي واضحة لأنه كان متأثراًَ بالفكر التجاري، فهو يفكر في العقود التجارية الإسلامية المتصلة بالتجارة تفكير التاجر الذي تمرس بها، ويتضح ذلك في أمرين: أحدهما: أخذه بالعرف كأصل شرعي، وثانيهما: أخذه بالاستحسان
2ً- حماية الحرية الشخصية: فقد كان في فقهه حريصاً على أن يحترم إرادة الإنسان في تصرفاته مادام عاقلاً، فهو لا يسمح لأحد أن يتدخل في تصرفات العاقل الخاصة به.
طبقات الفقهاء في المذهب الحنفي:
- الطبقة الأولى: طبقة المجتهدين في الشرع كصاحب المذهب وأصحاب المذاهب من الأئمة
- الطبقة الثانية: طبقة المجتهدين في المذهب، كتلاميذ الأئمة أصحاب المذاهب
- الطبقة الثالثة: طبقة المجتهدين في المسائل التي لا رواية فيها عن صاحب المذهب، ومنهم الطحاوي والكرخي وشمس الأئمة الحلواني والسرخسي وفخر الإسلام البزدوي
- الطبقة الرابعة: طبقة أصحاب التخريج من المقلدين كالرازي و أضرابه
- الطبقة الخامسة: طبقة أصحاب الترجيح من المقلدين كالقدوري وصاحب الهداية
- الطبقة السادسة: طبقة المقلدين القادرين على التمييز بين الأقوى والقوي، وظاهر المذهب و الضعيف كأصحاب المتون من المتأخرين كصاحب الكنز وصاحب المختار وصاحب المجمع وصاحب الوقاية.
- الطبقة السابعة: طبقة المقلدين الذين لا يقدرون على التمييز المذكور آنفاً.
2 ) المذهب الشافعي :

وصاحبه محمد بن إدريس الشافعي ( 150 - 204 هجرية ) المولود في غزة ، وقد انتشر مذهبه أولا " في مصر ثم صار له أتباع في العراق وخراسان وشمال إفريقيا والأندلس .

وهو يتميز من بين المذاهب الأربعة بتنظيمه على أصول موضوعة وقواعد ثابتة ومضبوطة ضبطا " دقيقا " ، والمذهب بجملته وسط بين أهل الرأي وأهل الحديث ( 2 ).

وقد كان للدولة الأيوبية في مصر بقيادة صلاح الدين العامل الأقوى في نشر مذهبه هناك حيث منع تدريس المذهب الشيعي في الجامع الأزهر الذي أسسه الفاطميون ، واستبدل بتدريس مذاهب الشافعي وأبي حنيفة ومالك ، وبنى لهم المدارس ورغب الناس فيها ( 3 ) .

ومن أشهر رجال الشافعية أبو حامد الغزالي وأبو بكر أحمد بن الحسين والبيهقي .
3 ) المذهب الحنبلي :
وصاحبه الإمام أحمد بن حنبل ( 164 - 241 هجرية ) المولود في بغداد ، وهو آخر المذاهب الأربعة وأقلها أتباعا .

وقد كان ابن حنبل في رأي العلماء القدماء - كابن جرير وابن قتيبة والمقدسي وابن عبد البر - من رجال الحديث لا من الفقهاء ( 4 )

وقال فيه ابن خلدون : فأما أحمد بن حنبل فمقلدوه قليلون لبعد مذهبه عن الاجتهاد وأصالته في معاضدة الرواية بعضها ببعض ( 5 ) .

وما يشهد على ذلك أنه لم يكتب أي كتاب في الفقه ، وإنما اشتهر بكتابه المعروف بمسند أحمد والذي يحوي على أربعين ألف حديث .
4 ) المذهب المالكي :

وصاحبه الإمام مالك بن أنس ( 39 - 179 هجرية ) المولود في المدينة وهو يمني الأصل . وقد تلقى العلم عن الشيخ ربيعة الرأي والإمام جعفر الصادق عليه السلام .

وكان يستنبط الأحكام بصورة رئيسة وموسعة على القرآن والسنة ، ولم يكن للرأي والقياس عنده بالمكانة نفسها التي كانت عند الحنفية ، وله كتاب ( الموطأ ) أورد فيه الكثير من الأحاديث النبوية .

وقد حاول الخلفاء العباسيون الذين سبقوا الرشيد تبني مذهب مالك والعمل على نشره ، حتى أن المنصور طلب من مالك نشر مذهبه بالقوة للحيلولة دون انتشار مذهب الإمام الصادق والذي

بلغت مدرسته الفقهية آنذاك أوجها ، إلا أن مالك رفض طلب الخليفة ثم حاول الرشيد فعل ذلك مجددا " خلال سنوات حكمه الأولى حين كان يعلن : ( لا يفتي إلا مالك ) .

وكان انتشار مذهبه على أيدي القضاة والأمراء في الأندلس وشمال إفريقيا حيث حل مذهبي الأوزاعي والظاهري اللذين كانا سائدين هناك . ولا زال المذهب المالكي المذهب الرئيسي في بلاد المغرب العربي .

وأهم دعاة المذهب هم : القاضي أبو بكر العربي وابن عبد البر القرطبي والقاضي عياض السبتي وأبو الوليد الباجي وابن القطان الفاسي.

تاريخ التسجيل : 07/05/2010

مشكور علي موضواعتك الرائعه
لك جزيل
الشكر وننتظر المزيد

تاريخ التسجيل : 05/06/2010

شرفنى مرورك على الموضوع
كل التقدير اخى ايمن