| تاريخ كتابة المُساهمة الأحد يونيو 24, 2012 8:37 am | |
| بينك و بين الله
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
من هو هذا العبد الخفي الذي بينه و بين الله أسرار؟
* لربما أنه الذي عرف ربه ، فأحبه وأحبه و حرص أن يكون بينه وبين الله
سر ، والله سبحانه يعلم سره فكان خيراً له.
* ولربما أنه النقي التقي، فما اجتهد في إخفاء عمله؛ إلا لخوفه من ربه
وخوفه من فساد عمله بالعجب والغرور،وهجمات الرياء، وطلب ثناء الناس.
* ولربما أنه أيضاً هو الساجد الراكع في الخلوات، فكم من
دعوة في ظلمة الليل شقت عنان السماء، وكم من دمعة
بللت الأرض ، وبهذه الدمعات وهذه السجدات حُفظنا
وحُفظ أمننا، ورزقنا وسقانا ربنا .
* ولربما أن الخفي هو الذي يسعى في ظلمة الليل
ليتحسس أحوال الضعفاء والمساكين والأرامل والأيتام.
* ولربما أن الخفي هو الذي لا يعرفه الناس، أو الذي لا يعرف أعماله الناس ولكن الله سبحانه وتعالى يعلمها ، وكفى بالله شهيداً ..
* و لو نظرنا لحال أولئك الرجال الذين نسمع قصصهم بل
ونرى آثارهم ومصنفاتهم، ونرى أنهم أحياء بذكرهم
وبعلمهم وبنفعهم وإن كانوا في بطن الأرض أمواتاً بتلك
الأجساد الطيبة الطاهرة ..
فما هو السر في حياة أولئك الرجال ؟! والسر هو توجه
القلب كل القلب لله جل وعلا، توجهت قلوب أولئك الرجال
فنالوا ما نالوا، ،فكانت بينهم و بين الله أسرار،
فهذا داود ابن أبي هند يصوم أربعين سنة لا يعلم به أهله !
كان له دكَّان يأخذ طعامه في الصباح فيتصدق به فإذا جاء
الغداء أخذ غداءه فتصدق به فإذا جاء العشاء تعشى مع
أهله .
… أربعينسنة وهم لا يدرون بصيامه !
و كان رحمه الله يقوم الليل أكثر من عشرين سنة و لم
تعلم به زوجته.
إن أسرارك بينك و بين الله أكبر دليل على صدق إيمانك و
صدقك مع الله فبذلك تقوى علاقتك بربك و تحسن صلتك به
فيحسن الله صلتك بالعبـاد.
و ليكن سرك بينك و بين الله مبني على إخلاص الأعمال
لوجه الله ، أي أن لا تعمل أي عمل إلاوالله هو مرادك فيه،و
رضى ربك هو مبتغاك منه لا تقصد به رضى فلان أو مدح
فلان،أوإعجاب هذا أو محبة تلكفـ : كل
ما تريديه من هذا العمل رضىالله .إن هذه العبـادة مهمة أي
أهمية،و عظيــمة أي عظمة،و لكنها صعبة أي صعوبة إلا
على من يسرها الله عليه.
قال يوسف بن أسباط : تخليص النية من فسادها أشد
على العاملين من طول الاجتهاد .
قال سهل بن عبدالله التستري :
ليس على النفس شيءٌ أشقُّ من الإخلاص لأنه ليس لها فيه نصيب .
وهذا محمد بن المنكدر يقول :
كابدت نفسي أربعين سنة حتى استقامت على طاعة الله .
فالله الله قد استطاعوا أن يجعلوا بينهم و بين الله أسرارا
لمّا أخلصوا النية. أفما آن أن نسّر كما أسروا ، فلنحرص على اخفاء عمل صالح.
.. احرص دائماً أن يكون لك سر بينك وبين الله جل وعلا،
لا يعلمه أحد من الناس إن استطعت أن تفعل عملاً بينك
وبين الله لا يعلمه أقرب الأقربين إليك فافعل.
|
|
| |
| تاريخ كتابة المُساهمة الإثنين يونيو 25, 2012 3:55 pm | |
| رد: بينك و بين الله
|
|
| تاريخ كتابة المُساهمة الإثنين يونيو 25, 2012 5:09 pm | |
| رد: بينك و بين الله
|
|
| |