| تاريخ كتابة المُساهمة  السبت أبريل 10, 2010 6:58 am | |
 | حزب النصر للشاذلي رحمه الله
الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على سيدنا محمد اشرف الانبياء والمرسلين
وعلى اله وصحبه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين .
----------------------------------------
حزب النصر :
--------
( اللهم بسطوة جبروت قهرك , وبسرعة اغاتة نصرك , وبغيرتك لانتهاك حرماتك , وبحمايتك لمن احتمى بآياتك , نسالك يا الله , يا سميع , ياقريب , يا مجيب , يا سريع , يا جبار , يا منتقم , يا قهار , يا شديد البطش , يا من لا يعجزه قهر الجبابرة , ولا يعظم عليه هلاك المتمردة من الملوك والاكاسرة , أن تجعل كيد من كادني في نحره , ومكر من مكر بي عائدا عليه , وحفرة من حفر لي واقعا فيها . ومن نصب لي شبكة الخداع اجعله يا سيدي مساقا إليها , ومصادا فيها واسيرا لديها , اللهم : بحق كهيعص , اكفنا هم العدا , ولقهم الردى , واجعلهم لكل حبيب فدا , وسلط عليهم عاجل النقمة في اليوم والغدا , اللهم بدد شملهم , اللهم فرق جمعهم , اللهم قل عدهم , اللهم فل حدهم , اللهم اجعل الدائرة عليهم , اللهم أرسل العذاب إليهم , اللهم أخرجهم عن دائرة الحلم , واسلبهم مدد الإمهال , وغل أيديهم وارجلهم , واربط على قلوبهم , ولا تبلغهم الآمال , اللهم مزقهم كل ممزق مزقته لاعدائك انتصار لأنبيائك ورسلك وأوليائك , اللهم انتصر لنا انتصارك لأحبابك على أعدائك , اللهم لا تمكن الأعداء فينا , ولا تسلطهم علينا بذنوبنا ( حم , حم , حم ,حم , حم , حم , حم ) , حُم الأمر , وجاء النصر , فعلينا لا ينصرون , حمعسق حمايتنا مما نخاف , اللهم قنا شر الاسواء , ولا تجعلنا محلا للبلوى , اللهم اعطنا أمل الرجاء وفوق الأمل . يا هو , يا هو , ياهو , يا من بفضله لفضله تسال , نسالك العجل , العجل , يا هو , يا هو , يا هو , يا من بفضله لفضله نسال , نسالك العجل , العجل , الهي الإجابة , الهي الإجابة , الهي الإجابة , ,يا من أجاب نوحا في قومه , يا من نصر إبراهيم على أعدائه , يا من رد يوسف على يعقوب , يا من كشف الضر عن أيوب , يا من أجاب دعوة زكريا , يا من قبل تسبيح يونس بن متى ,, نسالك اللهم بأسرار أصحاب هذه الدعوات المستجابات , أن تتقبل منا ما به دعوناك , وان تعطينا ما سألناك , وانجز لنا وعدك الذي وعدته لعبادك المؤمنين : أن لا اله إلا أنت سبحانك أني كنت من الظالمين , انقطعت آمالنا وعزتك إلا منك , وخاب رجاؤنا وحقك إلا فيك ,إن ابطات غارة الأرحام وانقطعت # فاقرب الشيء منا غارة الله , يا غارة الله جُدي السير مسرعة # في حل عقدتنا يا غارة الله # عدت العادون وجارو # ورجونا الله مجيرا # وكفى بالله وليا , وكفى بالله نصيرا , حسبنا الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم , استجب لنا آمين , آمين , آمين , فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين )
==============
شرح الحزب
==================
( اللهم ) :
الميم عوض عن الياء , ولذلك لا يجتمعان , وهو من خصائص هذا الاسم , قال بن عباس رضي الله عنهما : ( اللهم ) اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب .
( بسطوة جبروت قهرك ) :
الباء للسببية , أو للاستعانة , وهو متعلق بقوله آلاتي ( نسالك ) .
والسطوة : الصولة ., والقهر بالبطش
والقهر : الغلبة
والجبروت : مصدر على زنة المبالغة , كالرهبوت .
( وسرعة إغاثة نصرك ) :
يقال للإغاثة الإعانة , والنصرة إغاثة لمبالغة الله عز وجل برحمته , أي كشف شدته .
والسرعة بالضم , مصدر سرع , ككرم .
(وبغيرتك ) :
أي بمنعك وعدم رضاك ., إذ الغيرة في الأصل مشاركة الغير في حق من الحقوق , وغيرة الله : منع عبده من الأقدام إلى الفواحش .
( لانتهاك حرماتك ) :
الهتك : الإسقاط , والحرمة بالضم : الاحترام .
أي : لا إسقاط التعظيم إليك بارتكاب المنهيات وترك المأثورات .
وفيه إيماء إلى السيخ يقول نحن مظلومون من طرف الماكر , فهو بسبب مكره إلينا ظالم وهالك لحرمتك ,وأنت لا ترضى بالظلم والهتك , فافعل ما يليق به من عدلك .
(وبحمايتك ) :
أي : بحفظك , والحمية بالفتح مصدرها حما
( لمن احتمى بآياتك ) :
وذلك بان يعمل بمقتضى آياتك وبمفهوم كتابك .
وفيه رمز واشارة إلى أن الشيخ كان يقول : فافعل بنا بفضلك ما يليق ر.
( نسالك ) :
أي نحنن المتضرعين المتدللين الداعين خوفا وطمعا .
( يا الله )
يا : حرف وضع لنداء البعيد , وقد ينادى به القريب تنزيلا له منزلة البعيد , أما لعظمة , كقول الداعي يالله , يا رب , وهو اقرب إليه من حبل الوريد , أو لعظمة فهم , أو بالاعتناء للمدعو له .
وقيل : لفظ الله اسم الله الأعظم .
ومكرر الداعي في كل قرأته قوله ( يا الله ) وذلك للمبالغة في التضرع , والابتهال , ليحصل النوال عقيب السؤال , والاعتناء بالمدعو له لكونه اسما للذات .
( يا سميع ) : أي يا مجيب الدعاء .
( يا سريع ) : أي , يا سريع الإجابة .
( يا منتقم ) : أي البالغ في عقوبة أعدائه , المنتصر لأنبيائه وأوليائه .
( يا قهار ) : أي الغالب على شديد الخلق .
( يا شديد البطش ) : أي الآخذ المقتدر .
( يا من لا يعجزه قهر ا لجبابرة ) : أي لا يجعله عاجزا قهره إياهم بالإهلاك , والقهر مصدر مضاف إلى مفعوله .
( ولا يعظم عليه هلاك المتمردة ) : أي جميع المعاندين عن قبول الحق بإهلاكهم أهون عليه من أهلاك اصغر المخلوقات لديه .
وانما يستفاد من ه>ه المناداة كونها انسب لمقام التوسل بها إلى حصول المرام في تكرار النداء , مع تغير المنادى زيادة في المعنى .
( ولا يعظم عليه هلاك الملوك من ألا كاسرة ) :
ألا كاسرة : جمع كسرى وهم اسم ملك فارس
( ان تجعل كيد من كادني في نحره )
اي : كيد من اراد ان يكيدنا .
وقيل الكيد : السعي في افساد الحال على جهة الاحتيال .
في نحره : اي في صدره , فضلا عن ايصاله الى غيره .
( ومكر من مكر بنا عائدا اليه ):
اي راجعا اليه , حتى يقع في خبره , واضطراب سوء فعله , ولا يحيق المكر السيء الا باهله .
والمكر : حيلة يجلب بها غيره من حيث لا يشعر
( وحفرة من حفر لنا واقعا فيها ) :
واقعا فيها اي في الحفرة , فلا يستطيعون ان يخرجوا منها , بل كلما ارادوا ان يخرجوا منها اعيدوا فيها .
( ومن نصب لنا شبكة الخداع ) :
اي الحيلة الحقيقية من المكر وهي اعم من الكيد والمكر .
( اجعله يا سيدي ) اي : يا مالكي .
( مسوقا اليها ) : اي الى الشبكة .
( واسيرا لديها ) اي : عندها , حتى يكون كالطير المسوق الى الشبكة اولا , والصيد فيها تانيا , والاسير لديها ثالثا .
ثم قال الشيخ : " اللهم بحق كهيعص ":
أي بحق هذا الاسم العظيم الأعظم .
اكفنا: بهمزة الوصل , وبكسر الفاء , بمعنى المنع والحفظ .
أي اكف عنا العدى او شرهم
والأعداء هو جمع لا نظير له , وهو جمع الماكرون والمكائد ون والناصبون الشبكة , ومطلق الظلمة المؤذي بالقول والفعل , والمانعون لحصول المطلوب الشرعي هنا , أو تكبروا أو جسروا , وطمعا لما في أيدي الناس
ومن هنا نعلم أن الشيخ رحمه الله تعالى قد طلب الكفاية من شر الأعداء مع إن زمانه متقدم على زماننا , ونحن أولى أن نطلب الكفاية من شرهم لانه بتقادم الزمان يزداد فساد الإنسان , ولهذا قرر الأستاذ " محمد المهرك " رضي الله عنه لمريده وامرهم بقراءته هو وحزب البحر بعد الأوراد فرادى وجماعة , فجزاه الله عنا كل خير
ثم قال الشيخ رضي الله عنه " واجعلهم لكل حبيب " اي لكل مؤمن تقي , او مؤمن مظلوم معذور بقرينة المقام
وكأن الشيخ الشاذلي يقول نحن في حماية الحبيب فأرف اللهم بنا رأفة الحبيب بحبيبه عند الكروب .
" فدا " اي اجعلهم فذا لانقاذ الحبيب اما بتفريق شملهم واما باهلاكهم .
" وسلط " من التسليط
" عاجل النقم " اي عاجل العقوبة لمكرهم حتى تتشتت احوالهم او يهلكوا فينقطع شرورهم .
" في اليوم " اي كل يوم , لانهم يريدون الكيد والمكر لنا
" والغدا " اي في اليوم .
والغدا اصله غدو وحذف الواو بلا عوض واتيان الالف في اخره هنا يطابق السابق لها كما في قوله اطعنا الرسول
ثم قال الشيخ " اللهم بدد " :
من اللتبديد , بمعنى التفريق .
" شملهم " :
اي جمعهم , وفرق جمعهم تاكيد له , اذ التبديد بمعنى التفريق , والشمل بمعنى الجمع ,
والاول بالنظر الى الباطن , والثاني بالنظر الى الظاهر , ولان التاسيس اولى من التاكيد .
" اللهم فل " بتشديد اللام وبضم الفاء
اي : اهزم , وفي الصحاح الفل : الهزم
" حدهم "
اي : مقدرارهم واعتبارهم
" وقل عدهم "
الذي كانوا عليه بين الناس
" اللهم اجعل الدائرة عليهم "
اي : دائرة السوء , وهي في الاصل مصدرا , سمى بها عقبة الزمان عليهم حتى لا يدور بشيء فعلوه
" اللهم ارسل العذاب اليهم "
اي : العذاب الذي يكمون سبب في تفريق شملهم او هلاكهم جزاء بما كانوا يعملون .
" اللهم اخرجهم عم دائرة الحلم "
اي : الاناءة واللطف والتوفيق
ويعني لا تمهل في تسليط النقم العاجلة عليهم , وفي ارسال العذاب اليهم , كما امهلت بمقتضى حكمك ولطفك لبعض عصاتك من عبادك .
" واسلبهم مدد الامهال "
اي اسلب عنهم مدد الامهال , والمدد جمع مد , وهو الامهال والبسط
" وغل ايديهم "
اي واجعل ايديهم مغلولة ومضمومة الى اعناقهم حتى يكونوا كالاسارى في يد الملك القهار , فلا يستطيعون ان يفعلوا بنا ما ارادوا من الضرر ,. وفيه استعارة ثمتلية
" واربط على قلوبهم "
اي واربط جميع مكرهم وكيدهم حتى يموتوا بغيظهم ويشتغلوا بانفسهم وينسوا غيرهم .
" ولا تبلغهم الامال "
اي لا تبلغهم مامولهم الاهم وهو النصر علينا , والظفر بنا , حتى يكونوا خائبين خاسرين من طرفنا
" اللهم مزقهم "
من التمزيق وهو التفريق
اي : مزقهم كل ممزق ايا غايته بحيث يصيرون كأن لم يكونوا
والمعنى مزقت الاعداء كل ممزق
" انتصارا " اي لاجل اخذ انتقامك منهم فيقال له انتصر منهم
" لاوليائك وانبيائك ورسلك "
كما هو عاداتك من لدن ادم عليه السلام الى نبينا صلى الله عليه وسلم بل الى يومنا هذا
" اللهم انتصر لنا "
اي : خذ اتقامنا من اعدائنا بالاهلاك او بانواع العذاب
" انتصارا لاحبابك "
الاحباء جمع حبيب والمراد بهم الانبياء والرسل والاولياء فهم احباب الله عزوجل " اللهم لا تمكن الاعداء فينا "
من التمكين , وهو اقتدار الاعداء فينا ولا تعطي لهم قدرة علينا فيظفروا بنا ويفرقوا ديننا ودنيانا
" ولا تسلطهم علينا بذنوبنا "
اي : بسبب ذونوبنا بفظلك وكرمك وان كنا مستحقين لذلك
ثم قال الشيخ رضي الله عنه
" حم , حم,حم,حم,حم,حو,حم, حم , حم حٍٍٍٍٍُم الامر وجاء النصر فعلينا لا ينصرون "
اي بحرمة هذا الاسم العظيم لا ينصر الاعداء علينا ويظفرون من حقنا , بل ننتصر عليهم ونظفر بهم بلطفه وكرمه .,
وهذا الاسم قسم هنا بحدف الياء
وقوله " لا ينصرون " جواب للقسم وهو الاولى
ويحتمل ان يكون منادى محذوف الياء
اي : يا حي يا قيوم بلطفك وكرمك لا ينصرون علينا
قال تعالى " وما رميت اذ رميت ولكن الله رمى "
فما رميناهم ولا طعناهم برمح ولا ضربنا بسيف , ولكن الله سبحانه وتعالى هزمهم
وتكرار قول " حم " سبعا اشارة الى انهم غير منصورين علينا في اي جانب من جوانبنا السبعة , لاننا نشير بقولنا " حم " اولا الى الامام وثانيا الى الخلف وثالثا الى اليمين , ورابعل الى الشمال وخامسا الى الفوق وسادسا الى التحت وسابعا الى جميع جهاتنا , وتدفع اللهم مكرهم وكيدهم عنا بقدرة الله عز وجل .
ثم قال الشيخ رضي الله عنه :
" حمعسق حمايتنا مما نخاف "
اي اجعل هذا الاسم الاعظم سبب حمايتنا مما نخاف , وهو اصابة مكرهم وابطال كيدهم الينا
وانما كان حمايتنا مما نخاف لانه اسم من اسماء الله سبحانه وتعالى
ثم قال الشيخ رضي الله عنه
" اللهم قنا شر الاسواء "
الاسواء : جمع سوء, اي احفضنا من كل السوء ومن كيد الاعداء ومن مكرهم علينا .
" ولا تجعلنا محلا للبلوى "
البلوي : اي البلية في عاقبتها
" اللهم اعطنا امل الرجاء "
بالمدد ,اي رجائنا المامول من اضافته المبالغة وهو كوننا محفوظين من كيدهم ومكرهم
" وفوق الامل "
اي الامل العالي , وهو كوننا غالبين عليهم .
والمراد الاول الرجاء المامول من حيث يحتسب
والمراد بالثاني : من حيث لا يحتسب
" يا هو , يا هو , يا هو "
اي يا من يجيب كل داع , ولم يناد باسم من اسماء الله بعينه او دعاء بعينه او للتفخيم والتعظيم
" يا من بفضله "
لا بالوجوب عليه لانه ليس عليه تعالى بواجب
" لفضله "
اي لعموم رحمته وسعة رحمته زلطفه , والضرفات متعلقات بلاجابة .
" نسال "
وهي المناداة
" الهي "
اي يا الهي
" العجل , العجل "
اي المبالغة في اجابة دعائنا ومطلوبنا , والتكرار للتاكيد في مقام التذلل والتضرع , وحقيقة العجلة في حقه سبحانه وتعالى محال , فتحمل على الغاية , وهو هنا اعطاء المسؤول عقيب الطلب والسؤال من غير تاخير , وذلك هو الفضل من المتعال
" الهي " :
اي يا الهي الاجابة
" الهي الاجابة الاجابة "
اي ان تجيب دعوتنا فتقضي حاجتنا وهذا كالتاكيد للعجلة على المعنى الاول لها .
ولما اراد الشيخ رضي الله عنه ان يتوسل الى اله سبحانه وتعالى ببعض انبيائه كي يسرع في استجابة دعائه فقال :
يا من اجاب نوحا في قومه "
اي : اجاب دعائه بقضاء حاجته في قومه
اي : في هلاكهم , حيث دعى الله سبحانه وتعالى على قومه بالهلاك فاستجاب له فاهلكهم ونجاه واصحاب السفينة من الكرب العظيم وهو الغرق .
" يا من نصر ابراهيم على اعدائه "
اي : جعله عليه الصلاة والسلام غالبا على اعدائه اللذين ارادوا كيده حتى القوه في النار, فجعلهم الله من الاخسرين وجعل النار عليه بردا وسلاما .
" يا من رد يوسف على يعقوب "
اختلفوا في غيبته عن ابيه فقيل اربعون سنة وقيل ثمانون سنة , وقيل عشرون , وفيل ثلاثون
" يا من كشف الضر عن ايوب "
اي المرض العظيم
والضر بالضم خاص لمرض او هزال
اي : يامن كشف المرض العظيم عن ايوب عليه الصلاة والسلام بالشفاء من مرضه حيث نادى ربه " اني مسني الضر وانت ارحم الراحمين "
" فاستجاب له ربه فكشف ما به من ضر "
ومدة مرضه عليه الصلاة والسلام مختلفا فيه , فقيل 18 سنة وقيل 17 سنة وقيل 13 سنة والله اعلم
" يا من اجاب دعوة زكريا "
حيث نادى ربه " رب لا تدرني فردا وانت خير الوارثين " فاستجاب له ووهب له يحي عليه السلام
" يا من قبل تسبيح يونس بن متى "
حيث نادى ربه في الظلمات " لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين " فاستجاب له ونجاه من الغم
---" نسالك اللهم باسرار اصحاب هذه الدعوات المستجابات "
على ما سمعت استجابتها , ومما قرانا من الايات الكريمة
ولعل المراد باسرارهم كونهم مكرمين عند ربهم ممتازين بها عن غيرهم
او هي سر من اسرار الله عزوجل , فينبغي لنا ان نقتفي اصله
والاستجابة اخص من الاجابة , لان الاجابة تكون باعطاء المطلوب او بالرد , والاستجابة تكون بالعطاء فقط , وقيل كلاهما بمعنى واحد والاول اولى
" ان تتقبل ما به دعوناك , وان تعطينا ما سالناك "
والمراد حصول المسؤولات المتقدمة , والعطف من قبيل عطف المسبب على السبب
والمراد بالاول كوننا محفوظين من مكرهم وامنين من كيدهم
وبالثاني , ان نكون غالبين عليهم , بناء على ان التاسيس اولى من التاكيد
" وانجز لنا "
في القاموس , انجز حاجته اي قضاها
" وعدك الذي وعدته لعبادك المؤمنين "
وذلك باجابة دعائهم , وادعوك حيث قلت وقولك الحق ووعدك صادق " اجيب دعوة الداعي اذا دعاني "
وحيث قلت " ادعوني استجب لكم " وقد دعوناك فاجب دعائنا واقضي لنا حاجتنا
" ان لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين "
وهذا اعتراف بالالوهية والوحدانية والصفاتية , فلا يتصور قبول الدعاء واعطاء السؤال وانجاز الوعد الا منك , ولذا انزهك تنزيها مما لا يليق بك , اي من الواضعين للاشياء في غير محلها , واما انت فعليم حكيم غفور رحيم , وفيه ايماء الاعتراف بذنبه فاذا دخل في مقام الفزع من حال دعائه وهو اسم الله الاعظم على ما رواه الحاكم من حديث سعد بن ابي وقاص رضي الله عنه , وهذه اقتباس من سورة الانبياء عليهم الصلاة والسلام , وفيه اشارة الى انه تعالى كما انجى يونس عليه الصلاة والسلام من الغم بهذا الدعاء , فكذلك تنجي من يقرائه من المؤمنين كما وعد الله سبحانه وتعالى بقوله " وكذلك ننجي المؤمنين ", والحال انه لا يخلف الميعاد
ثم قال الشيخ رضي الله عنه
" انقطعت امالنا وعزتك الا منك "
اي لم تحصل بعد امالنا من كل احد في رفع كيدهم عنا .
وعزتك : اي وعزتك وغلبتك , والواو للقسم بالا اشك , فيكف تنقطع امالنا منك لان رحمتك اوسع وخزائن كل شيء بيدك
" وخاب رجاؤنا وحقك الا فيك "
خاب : اي نقص ولم يتم رجاؤنا من كل واحد في دفع مكرهم عنا
وحقك : اي ذاتك ووجودك والواو للقسم ايضا
الا فيك : اي كيف يخيب رجاؤنا فانك مالك الملك ولك مقاليد السموات والارض
: ان ابطات غارة الارحام وابتعدت "
اي اهملت ولم تسرع غيرة للاقارب في دفع الكيد عنا وفي الاعانة لنا , مع ان اللائق بحالها ان يسارع اليها
والارحام بمعنى الاقارب كما في قوله تعالى " لن تنفعكم ارحامكم "
والغارة , بمعنى الغيرة
وابتعدت عنا , اي بل بعدت واعرضت عنا فضلا عن الدفع عنا والاعانة لنا , والواو بمعنى بل
وانما طلب الغيرة اولا من الارحام مع ان طلبها من الله سبحانه وتعالى اولى لقوله تعالى " وتعاونوا على البر والتقوى " وقوله صلى الله عليه وسلم ( واله في عون العبد ما دام العبد في عون اخيه ) وامره ظاهر ولابد من التناصر والتعاون اكثر من سائر المسلمين .
ولما علم الشيخ هنا اهمال غيرة الارحام وترك ما هو اللائق بحالها جرد من نفسه مخاطبا على سبيل الرشاد
فقال الشيخ رضي الله عنه " فاسرع الشيء منا غارة الله "
اسرع على وزن احسن , فبادر ايها المخاطب المضطر في شيء , الي الى شيء عظيم
" غارة الله "
اي غيرة الله سبحانه وتعالى على ما قاله المناوي , وهو بالنصب او الجر عطفت وبيان لشيء ,
ثم بعد علمه بعظمتها اراد ان ينادي اليها مستغيثا بها فقال :
" يا غارة الله "
للمبالغة في قول دعائه عقيب ندائه , ولزيادة الحث على حصول مراده عند الالتجاء , لان غارة الله سبحانه وتعالى لاينادي بها الا عند الاضطرار , وهل يحرم من التجيء اليها بانكسار البال ؟ , فيا غارة الله اسرعي الينا بواسطة او بدون واسطة , فانا قد مسنا واهلنا الضر من اعدائنا فاكشفه عنا يا الله .
والمعنى :
يا غارة الله اعطي لنا السير مسرعة لدفع احتمال الاذى والكيد عنا , وكذلك في حل عقدتنا حتى تنكشف شدتنا وتفرج كربتنا
والمراد من العقد هنا الكرب من طرف الاعداء ومن المحال دفعها او ازالتها .
" عدت العادون وجاروا "
وجاروا : اي تجاوزوا حدهم في حقنا ولا نخاف شيئا منها فانا لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا وهو مولانا وعلى الله توكلنا وبالله اعتصمنا .
" ورجونا الله مجيرا "
اي صدقنا انه يجيرنا من ضرب عداواتهم لانه تعالى يعلم كوننا مظلومين من قبلهم , وهو لا يرضى الظلم , فيجيرنا من مكرهم بفضله ويجزيهم على ظلمهم بعدله .
" وكفى بالله وليا "
اي معينا لنا في دفع عداوتهم
" وكفة بالله نصيرا "
اي كفى بالله مانعا عن شرهم ومعينا الينا , فنكون عليهم غالبين .
والنصرة نوعان : نصرة منع ونصرة معونة
ومما قيل في الفرق بين الولي والنصير وهو ان الولي قد يضعف عن النصرة والنصير قد يكون اجنبيا عن المنصور فيكون بينهما عموم وخصوص من وجه فلا يلزم التكرار
" حسبنا الله ونعم الوكيل "
اي : كافينا الله في اصابة الخير ودفع الشر والضرر
ونعم الوكيل : اي نعم الكافي , فلا ريب ان الله لا يضيع من فوض امره اليه واتخده وكيلا .
وقيل حسبنا الله ونعم الوكيل اسم الله الاعظم
وفي الجامع الصغير : حسبنا الله ونعم الوكيل امان لكل خائف
" ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم "
ومعنى الحول : اي لا حيلة في الخلاص من المكروه
ولا قوة : عن الطاعة الا بتوفيق الله
والمراد بالحوقلة : اظهار الفقر الى الله سبحانه وتعالى بطلب المعونة على ما يجري من الامور
وقيل في العلي العظيم انه الاسم الاعظم
---------------------
الحزب واسم الله الاهظم :
---------------------
واعلم ان هذا الحزب المبارك قد اشتمل على الاسم الاعظم في عشرة مواضع ولو اعتبرنا تكرارها يصير الاسم الاعظم مائة وعشرون موضعا
وقال المناوي في شرح الجامع الصغير : اذا سئل العبد باسم الله الاعظم يعطي عين المسؤول , بخلاف غير الدعاء فانه وان كان لا يرد ولكنه بين ثلاثة امور :
1- اعطاء المسؤول
2- تاخيره للاخرة
3- التعويض بلاحسن
-----------------------
" استجب لنا "
اي لدعائنا
" امين "
ومما قيل في معناها يا رب العالمين استجب دعائنا
" فقطع دابر القوم اللذين ظلموا والحمد لله رب العالمين "
اي قطع اخرهم بحيث لم يبق منهم احد
والمراد من القوم الظالمين الكفار والعصاة
والحمد لله رب العالمين : على اهلاكهم , فان اهلاك الاعداء من حيث انه تخليص لاهل الارض من شؤم افعالهم وعقائدهم الزائفة وتلك نعمة جليلة ينبغي ان نحمد الله عزوجل عليها
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم اجمعين
منقوووووووووووووووووول
|
|
العضو المميز
