| تاريخ كتابة المُساهمة الإثنين نوفمبر 15, 2010 6:50 pm | |
| زمـــــن القضـــــــــــاء الجميـــــــــــــل
" من عبد الله عمر أمير المؤمنين .. إلى أبي موسى الأشعري
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد فإنَّ القضاء فَريضةٌ محكمة وسُنّة متّبعة
فافهَمْ إذا أُدْلِيَ إليك فإنه لا ينفع تكلُّمٌ بحقّ لا نفاذَ له
آسِ بين الناس في مجلسك ووَجهك حَتَّى لا يطمَعَ شريفٌ في حَيْفك ولا يَخافَ ضعيفٌ من جَورك
البيِّنةُ على من ادَّعى واليمينُ على من أَنكَر والصُّلْحُ جائزٌ بين المسلمينَ إلا صلحاً حَرَّم حلالاً أو أحلَّ حراماً
ولا يمنعنَّك قضاءٌ قضيتَه بالأمس فراجعتَ فيه نفسَك وهُدِيت فيه لرُشْدك أن تَرجِعَ عنه إلى الحقِّ
فإنَّ الحق قديمٌ ومراجعةُ الحق خيرٌ من التَّمادِي في الباطل
الفَهمَ الفهمَ لما يتلجلج في صدرك ممّا لم يبلغْك في كتاب اللَّه ولا في سنَّة النبيّ صلى الله عليه وسلم
اعرف الأمثالَ والأشباه وقِسِ الأمورَ عند ذلك ثم اعمِد إلى أحبِّها إلى اللَّه وأشبَهها بالحقّ فيما ترى
واجعلْ للمدَّعِي حقّاً غائباً أو بيّنة أمداً ينتهي إليه فإن أحضَر بيّنَته أخذت له بحقّه وإلاّ وجّهتَ عليه القضاءَ فإنّ ذلك أنْفىَ للشكّ وأجلى للعَمَى وأبلغُ في العُذر
المسلمون عُدولٌ بعضُهم على بعض إلا مجلوداً في حدٍّ ، أو مجرَّباً عليه شهادةُ زورٍ ، أو ظنيناً في وَلاءٍ أو قرابة ، فإنّ اللَّه قد تولّى منكم السرائر ودَرأَ عنكم بالشبهات
ثمّ إياك والقلقَ والضّجر والتنكُّرَ للخصوَم في مواطن الحقّ التي يُوجب اللَّهُ بها الأجر ويُحْسِن بها الذُّخر
فإنّه من يُخلِصْ نيّتَه فيما بينه وبين اللَّه تبارك وتعالى ولو على نفسه يَكْفِهِ اللَّه ما بينَه وبين الناس
ومَن تَزيَّنَ للناس بما يعلم اللَّه منه خلافَ ذلك هتَكَ اللَه سِتْره وأبدى فعله فما ظنُّك بثواب غير اللَّه في عاجل رزقه وخزائن رحمته
والســــــــــــــــــــــــــــــلام عــلـــــيـــــــــــــــــك "
تلك كانت رسالة سيدنا عمر بن الخطاب الى أبى موسى الأشعرى عندما ولاه القضاء تلك كانت تلخيصاً لما يجب أن يكون عليه القاضى تلك كانت تعبيراً عن مبادىء إقامة العدل بين الناس تلك كانت رمزاً لزمن هو بحق ... زمن القضاء الجميل
فولاية القضاء تعد من اعلى الولايات قدراً واجلها خطراً واعزها مكاناً واعظمها شاناً لان بها تُعصم الدماء وبدونها تُسفك وتُصان الاعراض وبدونها تُنتهك
لذلك _ وكما بينت لنا الرسالة _ فسلفنا الصالح من القضاة قد شيدوا صروح العدل ورفعوا هامةالقضاء وأرسوا من التقاليد القضائية ما نزهو بة ونعتصم
ولابد لنا ان نعرف تجارب هذا السلف ونتأملها ونحلق فى أجوائها السامية حتى تستقر فى قلوبنا لتكون لنا نبراساً على الطريق الصحيح
فرسالة القضاء منذ أقدم العصور رسالة سامية ازدهرت فى عصر الاسلام بنزول القران الكريم على النبى صلى الله علية وسلم الذى استطاع بشخصيتة الفذة وما أتاة الله من الحكمة وبدعوته الى العدل والمساواة وكفالة حقوق الانسان أن يجمع شراذم العرب المتفرقة فى دين واحد
|
|
| تاريخ كتابة المُساهمة الأربعاء نوفمبر 17, 2010 10:37 am | |
| رد: زمـــــن القضـــــــــــاء الجميـــــــــــــل
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
|
|