| تاريخ كتابة المُساهمة الأحد أكتوبر 03, 2010 6:46 pm | |
| الإلهام
الإلهام في اللغة التلقين و الإيحاء, و هو أن يلقي الله في نفس الإنسان أمراً يبعثه على فعل شيء أو تركه.
وفي إصطلاح القوم : هو ما يلقى في الروع بطريق الفيض و ما يقع في القلب من علم و هو يدعو الى العمل من غير إستدلال بآية و لا نظر في حجة, و هو إما أن يكون من قبل الله تعالى, أو من قبل الملائكة, يفهم منه أمر أو نهي أو ترغيب أو ترهيب.
ومن أنواع الإلهام من قبل الله تعالى إلهام الله تعالى بلا واسطة مريم رضي الله عنها بهز جذع النخلة لتساقط عليها رطباً, و إلهامه سبحانه أم موسى عليه السلام بإلقاء ولدها في اليم و تبشيرها برده إليها و جعله من المرسلين.
ومن أنواع الإلهام من قبل الملائكة تكليم الملائكة مريم عليها السلام وتكليمهم الصالحين, والإلهام من قبل الملائكة يكون لمّة وهمّة وخطرة في القلب كما يكون مخاطبة ومشافهة, و قد كان عمران بن حصين رضي الله عنه يسمع تسبيح الملائكة و كانت الملائكة في مرضه تسلم عليه.
ويتحصل من الإلهام علم لدني يحصل بمحض فضل الله وكرمه بغير واسطة عبارة أي بطريق الفيض الإلهي والإلهام الرباني لا بطريق التعليم اللفظي والتدريس القولي, وهو علم الصديقين و الربانيين.
وإذا واظب المؤمن على ذكر الله تعالى, و كان مستقيماً على شرعه متحلياً بالتقوى مستأنساً بربه صافياً من علائق الدنيا وهمومها ومن صدأ الذنوب وظلماتها ومن وساوس الشياطين صار محلاً للكشف و صحة الإلهام.
قال الله تعالى {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ } [/b]فصلت 40، و قال صلى الله عليه و سلم ( لولا أن الشياطين يحومون على قلوب بني آدم لنظروا الى ملكوت السماوات).
ومن الجدير ذكره في هذا المقام التمييز بين الخواطر بأصنافها الأربعة, فإن كانت من قبل ملك فإنما يعلم صدقها بموافقة العلم , و إذا كانت من قبل الشيطان فأكثرها ما يدعو الى المعاصي, و إذا كانت من قبل النفس فأكثرها ما يدعو الى إتباع الشهوة أو إستشعار الكبر و ما هو من خصائص النفس, و إن كانت من قبل الله سبحانه وتعالى فلا يحصل خلاف من العبد لها. كما فرق الجنيد بين هواجس النفس ووساوس الشيطان بأن النفس تلح في الطلب و تعاوده حتى و لو بعد حين حتى تصل الى مرادها اللهم إلا أن يدوم صدق المجاهدة, و أما الشيطان فيترك وسوسته الى زلة خالفته فيها الى الوسوسة بزلة أخرى لأن جميع المخالفات له سواء, وأجمع الشيوخ على أن النفس لا تصدق وأن القلب لا يكذب, وأتفق أهل الحق على أن من كان أكله حرام لم يفرق بين الوسواس و الإلهام.
|
|
| |