| تاريخ كتابة المُساهمة الخميس أغسطس 19, 2010 1:33 am | |
| الشيخ محمد مصطفى المراغى شيخ الازهر...فخر لكل سوهاجى
الشيخ محمد مصطفى المراغي شيخ الأزهر السابق
ولد الشيخ محمد بن مصطفي ابن محمد المراغي مركز طهطا محافظة سوهاج في مارس 1881م. وكان والده عالماً جليلاً واسع الثقافة، وظهرت نجابة الابن مبكراً فأرسله الى الأزهر واتصل بالشيخ محمد عبده. على أن يعود للمصادر الأصلية، وألا يكتفي بالقشور. وكان أصغر من حصل على شهادة العالمية سنة 1332هـ. رغم أنه كان مريضاً أثناء الامتحان.
"إن هذا الرجل أخطر على بلادنا وحياتنا من ويلات الحرب".. هذا ما قالته التايمز البريطانية عن فضيلة الشيخ محمد مصطفي المراغي شيخ الأزهر في فترة الحرب العالمية الثانية، فقد رفض هذا الرجل بشدة أن تشارك مصر إنجلترا في حربها ضد الألمان ودول المحور، قائلاً قولته المشهورة إنها حرب لا ناقة لنا فيها ولا جمل.
والمراغي هو أصغر من تولي منصب مشيخة الأزهر سناً، وقد تولي هذا المنصب مرتين رغم مواقفه المناوئة للحاكم، وفتاواه التي لم تكن ترضي السلطان. ورغم معارضته لأن يكون حاكم مصر خليفة للمسلمين وهو تلميذ الإمام الشيخ محمد عبده، وسار على منهاجه في كل ما تولى من مناصب دينية.
ولَما طلبت حكومة السودان من الشيخ محمد عبده اختيار قضاة السودان، رشح المراغي، فتولى قضاء الخرطوم سنة 1804. وهناك تعلم اللغة الإنجليزية، واتسعت علاقاته بزملائه وأصدقائه السودانيين، كما توثقت علاقته بحاكم السودان الإنجليزي رغم حفاظه على جلال المنصب الذي يشغله، ومع تمسكه بالقواعد الشرعية، ومع حرصه على هيبة شخصيته. وطوال إقامته هناك عُرف عنه الميل الى الاعتدال والنفور عن العنف، مع الاستقلال في اتخاذ القرار، ثم أصبح قاضي القضاة بالسودان 1908 وعمره 27 عامأً، فكان أصغر من تولي هذا المنصب.
ومما يروي في سيرة الشيخ محمد مصطفى المراغي - شيخ الأزهر السابق- أنه رأى حين كان في السودان رجلاً يهم بدخول غابة مليئة بالوحوش المفترسة لقطع شجر أو نحوه، فلما سأله عن ما أعده من سلاح يواجه به وحوش الغاب، قال له: إن معي حرزاً فيه سورة ياسين، وهنا ضربه الشيخ بعصا كانت معه وقال له: إن الذي أنزلت عليه سورة ياسين لم يكن يدخل حرباً إلا وقد جهز نفسه بما يستطيع من أنواع السلاح، وأنت تريد أن تدخل على الوحوش بحرز فيه سورة ياسين؟!.
ولَما أرادت حكومة السودان تعديل لائحة المحاكم الشرعية تمسك أن من سلطته كقاضي القضاة أن يختار للقضاة الآراء الفقهية التي يحكمون بها، وأبي السكرتير القضائي، فاحتكما للحاكم الذي أقر رأي المراغي.
ثم عاد المراغي الى مصر في يوليو 1919، وتنقل في عدة مناصب. وقد قام بإصلاحات هامة، حيث شكل لجنة لتنظيم الأحوال الشخصية، ووجه اللجنة الى عدم التقيد بمذهب الإمام أبي حنيفة. وأصدر عام 1920 قانون الأحوال الشخصية، وعدل قانون الطلاق، ونادي بفتح باب الاجتهاد، ودعا الى توحيد المذاهب.
وكان المراغي حازماً في قضاياه لا ترهبه سلطة أو يخضع لابتزاز، وهو ينظر قضية كبيرة تتعلق بملايين الجنيهات، لوح له أصحابها ببعض الألوف حتى يصدر الحكم لصالحهم، ولكنه رفض في شجاعة فلابد أن يأخذ العدل مجراه، فألقي أصحاب القضية بواسطة بعض البلطجية عليه ماء النار.
ومحنة أخرى تعرض لها أثناء توليه القضاء، فعندما طلق الملك فاروق زوجته الملكة فريدة، أراد الملك أن يُحرم عليها الزواج من بعده، ورفض المراغي أن يصدر فتوى بذلك، وذهب الملك إليه، وكان يعالج في مستشفى المواساة إثر إصابته بماء النار، فقال المراغي كلمته المشهورة: فأما الطلاق فلا أرضاه، وأما التحريم فلا أملكه. ولما غلظ عليه فاروق صاح الشيخ: إن المراغي لا يستطيع أن يُحرم ما أحل الله.
وفي عام 1928 تولي المراغي مشيخة الأزهر، وكان عمره وقتها (47 سنة)، وكان يحظى بمساندة حكومة الأحرار الدستوريين، ويؤيده تيار الإصلاح داخل الأزهر، فشكل لجنة للإصلاح برئاسته مترسماً خطى الإمام محمد عبده، الذي كان يري أن إصلاح الأزهر أعظم خدمة للإسلام، وأن إصلاحه إصلاح لجميع المسلمين. ونادى بالعناية بحفظ القرآن الكريم والاهتمام بدراسة علومه، ودراسة السنة، وحرص على منع التعصب لمذهب، ودعا الى دراسة الأديان الأخري والمقارنة بينها.
..وسقطت حكومة محمد محمود وتولى الشيخ محمد الظواهرى مشيخة الأزهر، وكان أول شىء فعله فصل 72 من علماء الأزهر، وهم المؤيدون للشيخ المراغى وعلى رأسهم الشيخ محمد عبداللطيف دراز وإبراهيم اللقانى وعبدالجليل عيسى وعلى سرور والزنكلونى.. وعندما عاد المراغى إلى مشيخة الأزهر عام1935 عاد العلماء المفصولون ومعهم الشيخ دراز.
وكان الشيخ المراغي من الداعين الى عدم مشاركة البلاد في الحرب العالمية الثانية، وألا تجر مصر الى الحرب بين الحلفاء والمحور، وأعلن عن ذلك الرأي صراحة في خطبة الجمعة التي ألقاها بجامع بيبرس يوم 19 سبتمبر 1941 وكان يحضرها الملك فاروق، حيث قال إنها حرب لا ناقة لنا فيها ولا جمل. وقد أغضب ذلك الإنجليز، وحاولوا عن طريق رئيس الوزراء حسين سري أن يعدل الشيخ عن هذه الفتوى، وبعد أن ألمت الحيلة حسين سري في حواره مع المراغي، قال له: هذا كلام في السياسة، وليس من اختصاصك، وليس لك أن تتكلم في أمور تخصنا. فقال المرغي إنني لا أتكلم في السياسة، وصاح به: أتهددني وأنا شيخ الأزهر؟. وأضاف: إن شيخ الأزهر اقوى بنفوذه من رئيس الوزراء، ولو شئت لارتقيت المنبر، وأثرت عليك الجماهير، حتى تجد نفسك معزولاً عن الشعب.
وكان موقف الشيخ في هذه المسألة يتفق وموقف الأحرار الدستوريين والحزب الوطني والقصر. وقد أقلق هذا الموقف إنجلترا، لدرجة أن جريدة التايمز البريطانية خرجت تقول: إن هذا الرجل - تقصد الشيخ المراغي - أخطر على بلادنا من ويلات الحرب. ومع ذلك لم يغير المراغي موقفه.
فقد كان صلباً في المواقف حتى ولو كان مع أصدق الأصدقاء لا يحب الكذب أو النفاق، من ذلك: أن المراغي كان صديقاً لمحمد محمود باشا زعيم الأحرار الدستوريين، وقد سأله السفير البريطاني يوماً: من سيفوز في الانتخابات ؟ قال: الوفد، فعجب السفير وقال: إنني أعلم أنك صديق لمحمد باشا محمود، فقال المراغي إن الصداقة لا تدفعني للكذب والنفاق.
ومن المواقف المشرفة للإمام المراغي رفضه الاستجابة لطلب الملك فاروق ملك مصر، والخاص بإصدار فتوى تحرم زواج الأميرة فريدة طليقته من أي شخص آخر بعد طلاقها، فرفض الشيخ المراغي بتحريم زواج الملكة فريدة، فصاح الإمام المراغي برغم ما كان يعانيه من شدة الألم بسبب المرض قائلاً: «أما الطلاق فلا أرضاه، وأما التحريم بالزواج فلا أملكه، إن المراغي لا يستطيع أن يحرم ما أحل الله».
|
|
| تاريخ كتابة المُساهمة السبت أغسطس 28, 2010 2:45 am | |
| رد: الشيخ محمد مصطفى المراغى شيخ الازهر...فخر لكل سوهاجى
بارك الله فيك وفي اهل مصر الطيبين المبدعين المشرفين للوطن في كل مكان
|
|
| تاريخ كتابة المُساهمة السبت أغسطس 28, 2010 8:25 am | |
| رد: الشيخ محمد مصطفى المراغى شيخ الازهر...فخر لكل سوهاجى
بارك الله فيك أخي محمود على المعلومات القيمة عن أبناء سوهاج ومشايخنا الكرام
|
|
| تاريخ كتابة المُساهمة السبت أغسطس 28, 2010 7:41 pm | |
| رد: الشيخ محمد مصطفى المراغى شيخ الازهر...فخر لكل سوهاجى
شكرا ابن العم ايمن شرفنى مرورك الطيب الكريم
|
|
| تاريخ كتابة المُساهمة السبت أغسطس 28, 2010 7:42 pm | |
| رد: الشيخ محمد مصطفى المراغى شيخ الازهر...فخر لكل سوهاجى
كما اشكر اخى ومديرى الزعيم على المرور الذى ادخل البهجه فى قلبى
|
|
| |
| تاريخ كتابة المُساهمة الجمعة مايو 13, 2011 5:09 am | |
| رد: الشيخ محمد مصطفى المراغى شيخ الازهر...فخر لكل سوهاجى
تسلم اخي محمود علي كلامك الرائع موضوع مميز
|
|