مفهوم الكسب عند الأشاعرة من المسائل التي قد تشعبت كثيرا ولكن اختصارا للكلام هنا أصلا يحكمان هذه المسألة :
الأصل الاول: ما ثيت قطعا أن الله تعالى خالق كل شيء لقوله تعالى
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]الله خالق كل شيء) وقوله والله خلقكم وما تعملون) أو وخلق عملكم علة أن ما هنا مصدرية، وهذه الآية فيها العموم أي كل شيء مخلوق لله ومن هذه المخلومات لله هي افعال الأنسان كذاته وصفاته الكل مخلوق لله ولكن الأفعال تختلف عن خلق ذاتك أنها تصدر عن اختيار ولكن ذاتك لم تصدر عن اختيار وهذا هو أصل تسمية المسألة بخلق أفعال العباد لأن الأفعال هي محل الخلاف هل هي من خلق الله أم من خلق العبد الأشاعرة جعلوها مدرجة في عموم تعلقات الإرادة والقدرة فهي مخلوقة على الحقيقة مباشرة من الله تعالى والمعتزلة نفوا هذا الكلام وقالوا بناء على أصلهم في العدل والتوحيد ان الخلق للفعل ثم المحاسبة عليه مخالف لعدل الله، طبعا هذا الكلام لا يلزم الشاعرة لأنهم ما قالوا بالجبر المطلق حتى يلزم ما قاله المعتزلة بل أثبتوا للعبد ما يسمى بالكسب أي أن الله هو الخالق للفعل والعبد مكتسب له، ولكن ما وجه اكتساب العبد للفعل أن العبد يوصف بالقدرة وهذه القدرة شرط للتكليف ولكن اهل الجبر ينفون القدرة عن العبد ويقولون هو كالريشة في مهب الريح وهذا لا يقول به الأشاعرة بل يثبتون قدرة للعبد كشرط للتكليف وارادة كذلك ولكن لا يتم بها التأثير وانما التاثير بقدرةوإرادة الله تعالى.
ولمن قد يسأل سائل ما دام انه لا تاثير للعبد في القدرة التي يتصف بها فما فائدة الاتصاف بها وما الفرق بينه وبين المجبر على الفعل ما دام أن الخلق للفعل من الله على الحقيقة.
الجواب: أن هناك فرق بين من لا يوصف بالقدرة ويخلق فعله وبين من يوصف بالقدرة والاختيار ويخلق فعله أن الأول لا يجوز نسبة الأفعال إليه بحال من الأحوال والثاني تنسب الأفعال له هلى انها كسب له وخلق من الله.
فلو تحركت صخرت من محلها إلى محل آخر لا استطيع ان أصف أن الصخرة متحركة، ولكن لو تحك إنسان أو حيوان مما يمكن أن يوصف بالقدرة والإرادة لجاز أن نقول الإنسان متحرك والحيوان متحرك، وبهذا يبان أن هناك فرق بين هذهين الشيئين الانسان والصخرة، ولذلك يوصف الإنسان بالشرب والأكل ولا يوصف الجماد بذلك.
وهنا نقرر قاعدة وهي أن إمكان الاختيار ينافي الجبر فمادمت يمكن أن تختار إذن لا تسمى مجبرا ولو كان فعل مخلوقا.
والأصل الثاني: وهو أن الإنسان يحصل له العلم الضروي بأنه ليس مجبرا على أفعاله وهذا العلم ينفي أن يصف الانسان نفسه بأن مجبر لنه مكابرة على البديهي.
فحصل عندنا أصلان الأول يثبت الخلق المطلق لله على العموم خالق كل شيء ولاثاني ينفي أن يكون الانسان مجبرا كيف نوفق بينهما أن نقول كما قال الاشاعرة الله خالق لأفعال العبد والعبد ليس مجبرا فمذا نسمي هذه الحالة الوسطية بين الجبر وبين الخلق سماها الاشاعرة الكسب . وهذا على عجالة والكلام يطول فيها .
من افضل ما كتب فيها كتاب شيخ الاسلام مصطفى صبري . والعلامة الشيخ محمد زاهد الكوثري وان كان يميل الى مذهب الماتريدية في كتابه تحت سلطان القدر.
منقووووووووووول