| تاريخ كتابة المُساهمة الجمعة يونيو 15, 2012 8:38 am | |
| قصيدة لا تصالح لامل دنقل كاملة
لاتصالح ! ..ولومنحوك الذهب أترى حين أفقأ عينيك , ثم أثبت جوهرتين مكانهما .. هل ترى ..؟ هى أشياء لا تشترى .. ذكريات الطفولة بين أخيك وبينك , حسّكما ــ فجأة ــ بالرجولة , هذا الحياء الذى يكبت الشوق .. حين تعانقه , الصمت ــ مبتسمين ــ لتأنيب أمكما .. وكأنكمـــا ماتزالان طفلين ! تلك الطمأنينة الأبدية بينكما : أن سيفان سيفك .. صوتان صوتـــك أنك ان متّ : للبيت ربّ وللطفل أب . هل يصير دمى ــ بين عينيك ــ ماء ؟ أتنسى ردائى الملطّخ .. تلبس ــ فوق دمائى ــ ثيابا مطرزة بالقصب ؟ انها الحرب ! قد تثقل القلب لكن خلفك عار العرب لا تصالح .. ولا تتوخّ الهرب ! ــ 2 ــ لاتصالح على الدم .. حتى بدم ! لا تصالح ! ولو قيل رأس برأس , أكل الرؤوس سواّء ؟ ! أقلب الغريب كقلب أخيك ؟ ! أعيناه عينا أخيك ؟ ! وهل تتساوى يدّ ... سيفها كان لك بيد سيفها أثكلــك ؟ سيقولون : جئناك كى تحقن الدم .. جئناك . كن ــ ياأمير ــ الحكم سيقولون : ها نحن أبناء عم . قل لهم : انهم لم يراعوا العمومة فيمن هلك . واغرس السيف فى جبهة الصحراء .. الى أن يجيب العدم . اننى كنت لك . فارسا وأخا . وأبا . وملـــك ! ـــ 3 ــ لاتصالح .. ولو حرمتك الرقاد صرخات الندامه . وتذكّر .. ( اذا لان قلبك للنسوة اللابسات السواد ولأطفالهنّ الذين تخاصمهم الابتسامة ) ان بنت أخيك ( اليمامة ) زهرة تتسربل ــ فى سنوات الصبا ــ بثياب الحداد . كنت ، ان عدت : تعدو على درج القصر , تمسك ساقى عند نزولى ... فأرفعها ــ وهى ضاحكة ـــ فوق ظهر الجواد . هاهى الاّن .. صامتة . حرمتها يد الغــدر : من كلمات أبيها , أرتداء الثياب الجديدة ,
من أن يكون لها ـ ذات يوم ـ أخ ! من أب يتبسّم فى عرسها .. وتعود اليه اذا الزوج أغضبها .. واذا زارها .. يتسابق أحفاده نحو أحضانه , لينالوا الهدايا .. ويلهوا بلحيته ( وهو مستسلمّ ) ويشدّوا العمامة . لا تصالح ! فما ذنب تلك اليمامة لترى العشّ محترقا .. فجأة , وهى تجلس فوق الرماد ؟ ! ـــ 4 ـــ لا تصالح ولو توّجوك بتاج الامارة . كيف تخطو على جثة ابن أبيك .. ؟ وكيف تصير المليك .. على أوجه البهجة المستعارة ؟ كيف تنظر فى يد من صافحوك .. فلا تبصر الدم .. فى كلّ كف ؟ ان سهما أتانى من الخلف .. سوف يجيئك من ألف خلف . فالدم ــ الان ــ صار وساما وشارة . لاتصالح , ولو توّجوك بتاج الامارة ان عرشك : سيف وسيفك : زيف اذا لم تزن ــ بذؤابته ــ لحظات الشرف واستطبت ــ الترف ـــــ 5 ـــ لا تصالح ولو قال من مال عند الصدام ( ... ما بنا طاقه لامتشاق الحسام .. ) عندما يملأ الحقّ قلبك : تندلع النار ان تتنفّس . ولسان الخيانة يخرس . لا تصالح , ولو قيل ما قيل من كلمات السلام . كيف تستنشق الرئتان النسيم المدنّس ؟ كيف تنظر فى عينى امرأة .. أنت تعرف أنك لا تستطيع حمايتها ؟ كيف تصبح فارسها فى الغرام ؟ كيف ترجو غدا .. لوليد ينام ــ كيف تحلم أو تتغنى بمستقبل لغلام وهو يكبر ــ بين يديك ــ بقلب منكّس ؟ لا تصالح ولا تقتسم مع من قتلوك الطعام . وأرو قلبك بالدم .. وارو التراب المقدس .. وارو أسلافك الراقدين .. الى أن تردّ عليك العظام ! ـــ 6 ـــ لاتصالح , ولو ناشدتك القبيلة باسم حزن ( الجليلة ) أن تسوق الدهاء وتبدى ــ لمن قصدوك ــ القبول . سيقولون : ها أنت تطلب ثأرا يطول فخذ ــ الان ــ ما تستطيع : قليلا من الحق .. فى هذه السنوات القليلة . انه ليس ثأرك وحدك , لكنه ُثأر جيـــــل فجيــــل . وعــد .. سوف يولد من يلبس الدرع كاملــة , يوقد النار شاملة , يطلب الثأر , يســتولد الحق , من أضلع المستحيــــل .
لا تصالح , ولو قيل ان التصالح حيلة . انه الثأر تبهت شعلته فى الضلوع .. اذا ماتوالت عليها الفصول .. ثم تبقى يد العار مرسومة ( بأصابعها الخمس ) فوق الحباة الذليلة ! ــ 7 ــ لاتصالح . ولو حذّرتك النجوم ورمى لك كهاّنها بالنبأ .. كنت أغفر لو أننى متّ .. مابين خيط الصواب وخيط الخطأ . لم أكن غازيا , لم أكن أتسلل قرب مضاربهم أو أحوم وراء التخوم لم أمد يدا لثمار الكروم أرض بستانهم لم أطأ لم يصيح قاتلى بى : " انتبه " ! كان يمشى معى .. ثم صافحنى .. ثم سار قليلا ولكنّه فى الغصون أختبأ ! فجأة : ثقبتنى قشعريره بين ضلعين .. واهتز قلبى ــ كفقاعة ــ وانفثأ . وتحاملت حتى احتملت على ساعدى فرأيت : ابن عمى الزنيم واقفا يتشفى بوجه لئيم لم يكن فى يدى حربة , أو سلاح قديم , لم يكن غير غيظى الذى يتشكّى الظمأ . ــ 8 ــ لا تصالح الى أن يعود الوجود لدورته الدائرة : النجوم .. لميقاتها والطيور .. لأصواتها والرمال .. لذراتها والقتيل لطفلته الناظره كل شىء تحطّم فى لحظة عابرة : الصبا ــ بهحة الأهل ـ صوت الحصان ـ التعّرف بالضيف ـ همهمة القلب حين يرى برعما فى الحديقة يذوى ـ الصلاة لكى ينزل المطر الموسمّى ـ مراوغة القلب حين يرى طائر الموت وهو يرفرف فوق المبارزه الكاسرة كلّ شىء تحطم فى نزوة فاجرة . والذى اغتالنى : ليس ربّا .. ليقلنى بمشيئته ليس أنبل منّى .. ليقتلنى بسكينته , ليس أمهر منّى .. ليقتلنى باستدارته الماكرة
لا تصالح ، فما الصلح الا معاهدة بين ندّين .. ( فى شرف القلب ) لا تنتقص والذى اغتالنى محض لص سرق الأرض من بين عينّى والصمت يطلق ضحكته الساخرة ! ـــــــ 9 ــــ لا تصالح , ولو وقفت ضدّ سيفك كلّ الشيوخ , والرجال التى ملأتها الشروخ هؤلاء الذين يحبّون طعم الثريد هؤلاء الذين تدلّت عمائمهم فوق أعينهم , وسيوفهم العربيّة قد نسيت سنوات الشموخ لاتصالح , فليس سوى أن تريد . أنت فارس هذا الزمان الوحيد وسواك .. المســــــــوخ ! ـــ 10 ـ لا تصالح لاتصالــح !
|
|
| تاريخ كتابة المُساهمة الجمعة يونيو 15, 2012 8:56 am | |
| رد: قصيدة لا تصالح لامل دنقل كاملة
جميل اخي محمد سلمت وسلمت يدآك
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
|
|
| تاريخ كتابة المُساهمة الجمعة يونيو 15, 2012 9:02 am | |
| رد: قصيدة لا تصالح لامل دنقل كاملة
كلك ذوق اخي ابو يحيي بارك الله فيك
|
|
| تاريخ كتابة المُساهمة الجمعة يونيو 15, 2012 11:38 am | |
| رد: قصيدة لا تصالح لامل دنقل كاملة
طرح راقي كرقي تواجدك إنتقاء مميز وقمة في الجمـــال إبداع متألق ومداد لايجف من قلمك لكل حرف شكر ،،راقت لي سطورك الله يعطيك الف عافيه
|
|
| تاريخ كتابة المُساهمة السبت يونيو 23, 2012 3:01 am | |
| رد: قصيدة لا تصالح لامل دنقل كاملة
اشكر مروركم الطيب وردودكم الجميلة بارك الله فيكم
|
|
| |
| |
| |