ما الفرق بين ((يعملون , يفعلون , يصنعون )) ؟؟؟

تاريخ التسجيل : 07/05/2010

العمل هو القيام بعمل متصل و بفترة زمنية طويلة متصلة وهو الدأب والمثابرة ويشترط فيه الإجادة والقصد والعلم والنية ولايكون

إلا من ذي عقل أو علم إنسان كان أو حيوان

والفعل هو سرعة الإنجاز بوقت زمني محدد وزمن ينتهي بأجل ولا يشترط الإجادة ولا العلم ولا القصد ولا النية ولا العقل لذلك

يقول أهل الفيزياء ( لكل فعل ردة فعل مساوية له بالمقدار ومعاكسة له بالاتجاه .... مما بقي عالقًا في ذاكرتي من أيام دراسة

الفيزياء في الثانوية )

فالفعل عام والعمل خاص

كذلك هناك الصنع الذي لا يكون إلا من ذي عقل وفهم وإجادة قال تعالى: (وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا) (هود:37)

يصنعون : الصنع هو أخص ويحتاج إلى دقة. (صنع الله الذي أتقن كل شيء)

لأن الفعل عام والعمل أخص منه والصنع أخص ويحتاج إلى دقة

ومن أدلة العمل ( قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (135)

الأنعام .

(وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (105)) التوبة.

وهو الدأب والمثابرة على عمل الصالحات

وكقوله تعالى عندما عدد من يستحق الزكاة ( والعاملين عليها ) أي وظيفتهم وشغلهم هو جمع الزكاة ممن وجب عليهم إخراجها

ولا يكون هذا في زمن مخصوص فلم يقل ( الفاعلون ) ومنه قيل للوالي عامل لأنه يتولى القيام بأمر الولاية في زمن ومدة طويلة

أما أمثلة الفعل

(وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا لِمِيقَاتِنَا فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا

إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَنْ تَشَاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشَاءُ أَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ (155) الأعراف

( قَالُوا مَنْ فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ (59) قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ (60) الأنبياء ( ولم يقولوا من عمل

هذا ) لأنه فعله في وقت محدد وزمن معين بغير استمرار

( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (6) الفجر و ( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (1) الفيل ( ولم يقل جلّ شأنه كيف عمل ربك )

بالطبع العمل الصالح الذي يمتد أولى من الفعل الذي يحد بفترة كمثل الذي يتحرى نفحات الله في صيام النوافل ومن يفعل فقط في

شهر الصيام ومن يقوم الليل في سائر دهره ومن لا يفعل إلا في صلاة التراويح في رمضان ولأن العمل يصاحبه العلم والقصد

والنية والعقل

هذا والله تعالى أجل وأعلم