| تاريخ كتابة المُساهمة الأربعاء مايو 19, 2010 12:38 pm | |
| الشيخ الصوفي وشروط المشيخة
[size=21]قال الشيخ ( أحمد بن زروق ) : وشروط الشيخ الذي يلقى إليه المريد نفسه وقيادة خمسة : علم صحيح ، وذوق صريح ، وهمة عالية ، وحالة مرضية ، وبصيرة نافذة . ومن فيه خصال من خمس خصال لا تصح مشيخته وهي : الجهل بالدين ، وإسقاط حرمة المسلمين ، ودخول فيما لا يعنيه ، واتباع الهوى في كل شئ ، وسؤ الخلق من غير مبالاة . وإن لم يكن شيخ مرشداً أو إن وجد ناقصاً عن الشروط الخمسة ، أعتمد على ما كمل فيه وعومل بالأخوة في الباقي ( محرر من كتاب قوانين حكم الإشراق إلى كافة الصوفية في جميع الآفاق ) . وقال الإمام السيد أحمد الرفاعي في ( البرهان المؤيد ) صـ43،4: ( عليكم بنا : صحبتنا ترياق مجرب البعد عنا سم قاتل . أي محبوبي: تزعم أنك أكتفيت عنا بعلمك . ما الفائدة من علم بلا عمل . ما الفائدة من عمل بلا إخلاص . الإخلاص على حافة طريق الخطر . من ينهض بك إلى العمل ، من يداويك من سم الرياء ، من يدلك على الطريق القويم ، بعد الإخلاص ) فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ( هكذا أنبأنا العليم الخبير، وقال أيضاً : ( لازم أبوابنا أيها المحبوب فإن كل درجة وآونة تمضي لك في أبوابنا درجة وإنابة إلى الله تعالى ، فقد صحت إنابتنا إلى الله . قال تعالى :“وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ“سورة لقمان /15 انتهى ثم إن كلا من الصاحب والمصحوب . إما أن يكون شيخاً وإما أن يكون أخاً ، وإما أن يكون مريداً . فإن كان شيخاً فينبغي أن يكون مرشداً كاملاً متشرعاً متديناً عارفاً في أصول الطريقة وأركانها وآدابها وخلواتها وجلواتها وأذكارها وأسرارها وسلوكها مطابقاً للشرع الشريق في أقواله وأفعاله وأحواله . عارياً من الكبر ، والعجب ، والحقد والحسد لمشايخ القوم . والكذب . خالياً من دسائس النفس متواضعاً ذا حرمة للفقراء . والمشايخ والغرباء ، طلق اللسان في تعريف السلوك ، يراعي المسائل في الجواب ، مهذب الأخلاق ، صاحب قلب ولسان ثابت قدم ، متسللاً بإجازة مربوطة واصلة إلى رسول الله r وآله . وقال سيدي السيد أحمد عز الدين الصياد الرفاعي : (( اعلم من تصدر للمشيخة في هذه الطريقة العلية الرفاعية فقد جلس على بساط النيابة عن شيخ الأمة سيدنا السيد أحمد الرفاعي رضي الله عنه . فيجب عليه أن يكون عالماً بما أمره الله ونهاه عنه ، فقيهاً في الأمور التعبدية ، حسن الأخلاق طاهر العقيدة ، عارفاً بأحكام الطريقة سالكاً مسلكاً كاملاً شيخاً زاهداً متواضعاً حمولاً للأثقال ، صاحب وجد وحال وصدق مقال ، ذا فراسة وطلاقة لسان في تعريف أحكام الطريقة ، متبرئاً من عوائق الشطح ، طارحاً ربقة الدعوى والعلو ، محباً لشيخه حافظاً شأن حرمته في حياته وبعد وفاته يدور مع الحق أين دار ، منصفاً في أقواله وأفعاله ، متكلاً على الله في جميع أحواله . وذكر شيخنا السيد محمد أبو الهدى الصيادي الرفاعي في كتابه ( العقد النضيض : في آداب الشيخ والمريد ) ، فقال : وينبغي أن يتصف الشيخ المسلك باثنتي عشرة صفة : صفتان من حضرة الله نعالى وهما الحلم والستر . وصفتان من حضرة النبي rوآله وهما الرأفة والرحمة ، وصفتان من حضرة الصديق الأكبر رضي الله تعالى عنه وهما الصدق والتصديق وصفتان من حضرة الفاروق الأعظم رضي الله تعالى عنه وهما الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وصفتان من حضرة عثمان ذي النورين رضي الله تعالى عنه ، وهما الحياء والتسليم . وصفتان من حضرة الكرار رضي الله تعالى عنه وهما الزهد الأتم والشجاعة ومتى أتصف الشيخ بهذه الأوصاف وتمكن قدمه ، وزكت شيمه ، صلح أن يكون قدوة في الطريق أ . هـ وقد نقل نحو ذلك أيضاً عن حضرة السيد الشيخ عبد القادر الكيلاني قدس الله سره ومن كلامه رضي الله عنه في وصف الشيخ المرشد . هذه الأبيات الشريفات : إذا لم يكن للشيخ خمس فوائد .0. وإلا فدجـال يقـود إلـى الجهـل عليم بأحكام الشريعة ظاهراً .0. ويبحث عن علم الحقيقة عن أصل ويظهر للوراد بالبشر والقرى .0. ويخضع للمسكين بالقول والفعـل فهذا هو الشيخ المعظم قدره .0. عليم بأحكام الحـرام من الحـل يهذب طلاب الطريقة ونفسه .0. مهـذبة من قبـل ذو كـرم كلي وإن كان الصاحب أو المصحوب أخاً فينبغي أن يكون خادماً لإخوانه . واقفاً على رؤسهم بإنشراح صدر بفرح وسرور متلذذاً بخدمتهم . باذلاً جهده في رضاهم . فقد قال رسول الله e وآله : ( الخادم في أمان الله مادام في خدمة أخيه المؤمن ) وقال : ( والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ) وقال رسول الله e وآله " خادم القوم أعظمهم أجراً " رواه الديلمي . أما شيوخ الطريقة الرفاعية فيقولون :- أول آداب الطريقة الرفاعية الصحبة ، وهي خدمة المرشد وذلك لتتطيع طباع المريد على طباع المرشد فتتبدل أخلاقه وطباعه ، من سؤ الخلق إلى حسن الخلق ، ومن الغضب إلى الحلم ، ومن البخل إلى السخاء ، ومن الكبر إلى التواضع ومن الجفاء والغلظة إلى الوفاء والبشاشة ، ومن الغدر والضرر إلى النفع والبر ومن الدعوى إلى الوقوف عند الحد ، ومن الشطح إلى الأدب ، ومن الخوض بالأقاويل الكاذبة المكفرة التي أعتادها جماعة من أهل الزيغ كالقول بالوحدة المطلقة وكنسبة تأثير الفعل إلى المخلوق وغير ذلك إلى الخضوع والانقهار تحت مرتبة العبدية ورد الآثار إلى المؤثر الحقيقي وهو الله تعالى . وليخرج المريد من ورطة الكسل إلى ساحة النشاط بالعمل ، وتجنب الزلل وليكون متجرداً عن غرض نفسه ، ومرض طبعه لا يريد فساداً في الأرض ، ولا علواً عاملاً بكتاب الله ، مقتفياً آثار رسول الله e وآله ، دائراً مع الحق حيث دار ، معمداً على الله متكلاً عليه ، منصرفاً عن الأغيار ، ناشراً لواء العزم ، شاداً مؤزر العزيمة ، قريباً من أهل الحق ، بعيداً عن أهل الباطل ، خاضعاً خاشعاً ، لا يرى لنفسه على غيره مزية ، لا تأخذه في الله لومة لائم ، محباً للعلماء معرضاً عن السفهاء ، غير متعزز في الطريق ، لا طائشاً ولا فاحشاً ، غيوراً في دين الله لا ينحرف عن الحق اتباعاً لهوى النفس يترقب من طرفة العين الموت ، ويستحي في كل أاحواله وأفعاله من الله سبحانه ، يعظم أشياخه ، ويعرفمنزلتهم ولا ينجح إلى غيرهم ، ويحب القوم ويكثر الأدب مع أاولياء الله جميعاً ، ويحد المراتب ، ولا يغل في دين الله ، وينصرف عن الأغيار ثقة بالله ، ويحب لله ، يستمد من مدد الله بواسطة رسول الله eوآله ، ويجعل أشياخه وسائط لرسول الله ، عليه أفضل صلوات الله ، ويتخذ الصدق والجد وقوة الحزم والعزم بضاعة في طريق الله مع سلامة الصدر ، وطهارة النية وهي أصل عظيم في طريقة شيخنا ووسيلتنا إلى الله تعالى السيد أحمد الكبير الرفاعي رضي الله عنه كيف لا ؟ وطريقته طريقة المصطفى eوآله ، وأخلاقه ، وإن من طريقته عدم القول بتأثير المخلوقين ، ورد الأمر في كل الأمور لله رب العالمين ، وصدق الله العظيم “لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ(4)بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ“الروم /4-5 . انتهى وقال الإمام الشيخ عبد الكريم بن محمد الرافعي في كتابه سواد العينين : أخبرني الشيخ العارف أبو زكريا جمال الدين الحمصي : أن شيخه العارف بالله الحجة القدوة الإمام عز الدين أحمد الصياد سبط القطب الغوث أبي العباس السيد أحمد الرفاعي رضي الله عنهم أخبره أن جده سيدنا السيد أحمد الكبير قال على كرسي وعظه في ( أم عبيدة ) : قد آن أوان زوال هذه المجالس : أفلا يخبر الحاضر الغائب : من أبتدع في الطرق وأحدث في الدين وقال بالوحدة ، وكذب متعالياً على الخلق وشطح متكلفاً ، وتفكه فيما نقل عن القوم من الكلمات المجهولة لدينا وتطاول كاذباً ، وخلا بإمرأة أجنبية بلا حجة شرعية ، وطمح نظره لأعراض المسلمين وأموالهم ، وفرق بين الأولياء بعضهم عن بعض بلا وجه شرعي . وأعان ظالماً ، وخذل مظلوماً، وكذب صادقاً، وصدق كاذباً ، وعمل بأعمال السفهاء ، وقال بأقوالهم فليس مني فأنا بريء منه في الدنيا والآخرة ، وسيدي الشيخ منصور بريء منه والنبي عليه أفضل صلوات الله وسلامه بريء منه والله على ما نقول وكيل . فما المقصود من اتخاذ شيخ وطريق ؟
يقول الشيخ محمد الهاشمي الشاذلي ( وأما إذا كانت الطريق طريق تبرك ، والشيخ ينقصه بعض شروط الإرشاد ، أو تعدد مطلوب المريد ، أو خالفت نية المريد همة الشيخ وتعدد الزمان أو فارق شيخه بموت أو غيره من حوادث الزمان ، وكان لم يتمم سيره إلى الله في الطريق ، ولم يحصل مقصودة من الطريق على يده ، فيجب عليه أن يواصل مطلوبة من الطريق ، ولا يجوز أن يبقى مربوطاً بالأول طول عمره ، وإلا أدى ذلك إلى موته جاهلاً بربه ويظن أن هذا هو المقصود من الطريق . كلا فإن المقصود من الطريق الوصول إلى المطلوب الأعظم ـ عز وجل ـ فطريق بلا وصول وسيلة بلا غاية ، والطريق جعلت للسير فيها بقصد الوصول إلى مطلبه لا للمكث والإقامة فيها وإلا أدى ذلك إلى موته جاهلاً بربه . والمراد بالمريد الحقيقي : هو الذي سلم نفسه مباشرة بالفعل للشيخ المرشد الحي في أيام السير إلى الله تعالى ليسلك به الطريق إلى أن يقول له : ها أنت وربك ( نقل من كتاب الحل السديد لما استشكله المريد 6-7) منقوووووووووووووووول [/size]
|
|
| تاريخ كتابة المُساهمة الأربعاء يونيو 02, 2010 5:46 am | |
| رد: الشيخ الصوفي وشروط المشيخة
الله عليك من مواضيعك يا مبدع منتظرين منك الكثير والكثير عادل حشمت
|
|
| تاريخ كتابة المُساهمة الأربعاء يونيو 02, 2010 7:00 pm | |
| رد: الشيخ الصوفي وشروط المشيخة
جزاك الله خير و بارك الله فيك
|
|