| تاريخ كتابة المُساهمة الأحد أغسطس 21, 2011 6:38 am | |
| (1ـ الأخطاء الخاصة بالصيام)
16 ـ التَّحرُّج من استخدام السواك بعد الزوال:
ذهب الحنابلة، والشافعية إلى استحباب ترك السواك للصائم بعد الزوال، وربما كان دليلهم: [/b]
الحديث الذي أخرجه الطبراني في "الكبير" (4/78) وفيه:[/b]
"إذا صمتم فاستاكوا بالغداة، ولا تستاكوا بالعشي، فإنه ليس من صائم تيبس شفتاه بالعشي إلا كان نوراً بين عينيه يوم القيامة".[/b]
لكن هذا الحديث لا يصح، وعليه فالسواك مندوب إليه، ولم يرد نص صحيح بمنعه للصائم، ولو كان مفطراً لبيَّنه النبي r ؛[/b] لأن هذا الأمر تعم به البلوى ويكثر استخدامه، وعليه فلا بأس باستخدام السواك في كل وقت.
وقد ذكر البخاري في "صحيحه" عن عامر بن ربيعة [/b]t قال:[/b]
"رأيت النبي r يتسوَّك وهو صائم "[/b] (لكن البخاري ذكره معلقاً)
وإن كان هذا الأثر فيه كلام. إلا أنه يشهد له ما ذهب إليه النسائي في "المجتبى" حيث ذكر باباً بعنوان "باب الرخصة في السواك بالعشي للصائم " ثم ذكر حديث:[/b]
"لولا أن أشق علي أمتي؛ لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة"[/b]
وهذا معناه أنه يجوز استخدام السواك عند صلاة العصر أي بعد الزوال، وهذا فهم دقيق وموفق.
قال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (4/ 188):[/b]
يقتضي إباحته (أي السواك) في كل وقت وعلى كل حال. أهـ
أضف إلى هذا الأحاديث التي تحثُّ علي استخدام السواك وتحرض عليه منها:[/b] [/b]
ما أخرجه النسائي في "المجتبى" وأحمد والبيهقي عن الحبيب النبي [/b]r :[/b]
"السواك مطهرة للفم، مرضاة للرب "[/b]
تنبيه:
على الصائم إذا أراد الاستياك أن يتجنب ما له مادة تتحلل كالسواك الأخضر، وكذلك ما أضيف إليه طعم خارج عنه كالليمون والنعناع، وعلي الصائم إخراج ما تفتت من السواك داخل الفم، ولا يجوز تعمد ابتلاعه، فإن ابتعله بغير قصد فلا شيء عليه.
17 ـ تحرُّج بعض المرضى والمسافرين من الإفطار:
فمن الأخطاء الإصرار على الصيام في حال السفر أو المرض، خاصة مع وجود المشقة، أو وقوع الضرر، والله Uرخَّص للمريض وكذا للمسافر الفطر في رمضان، ويشرع لهما القضاء بعد رمضان، قال تعالى: {فَمَنشَهِدَمِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ[/b]وَمَنكَانَمَرِيضًاأَوْعَلَىسَفَرٍفَعِدَّةٌمِّنْ أَيَّامٍأُخَرَيُرِيدُاللّهُبِكُمُالْيُسْرَوَلاَيُرِيدُبِكُمُ الْعُسْرَ} [البقرة:185][/b]
ومن القواعد المقررة في الشريعة الإسلامية هي رفع الحرج ورفع المشقة، وأن الله يحب أن تُؤْتَى رُخَصه كما يحب أن تُؤْتى عزائمه
كما صحَّ عند ابن حبان من حديث ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ عن النبي[/b] rقال: "إن الله يحب أن تُؤْتَى رُخَصهُ كما يحب أن تُؤْتَى عَزَائمهُ"[/b]
(صححه الألباني في صحيح ابن حبان:3568)[/b]
تنبيهات:[/b]
1. [/b]بالنسبة للمريض إذا كان مرضه يسيراً لا يتأثر بالصوم، كالصداع اليسير، أو وجع الضرس، فهذا لا يجوز له أن يفطر، أما إذا كان مرضه يزيد بالصيام ويشق عليه، فهذا يُستحب له الفطر ويكره له الصوم، أما إذا شقَّ عليه الصوم لدرجة قد تفضي إلى الهلاك، فهذا يحْرُم عليه الصيام ويجب عليه الفطر، لقوله تعالى: {وَلاَ تَقتُلُوا أَنْفُسَكُم}[/b] [النساء:26].[/b]
2. [/b]بالنسبة للمسافر إن صام صحَّ صومه، وذلك لما أخرجه البخاري ومسلم عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ:[/b] "أن حمزة بن عمرو الأسلمي قال للنبي [/b]r : أأصوم في السفر؟ قال: إن شئت نعم، وإن شئت فأفطر"[/b]
3. إن كان الصيام بالنسبة للمسافر يشق عليه أو يعوقه عن فعل الخير، فالفطر في حقه أولى، وإن كان الصيام لا يشق عليه ولا يعوقه عن فعل الخير فالصيام في حقه أولى، و إن كان الصيام يشق عليه مشقة تفضي إلى الهلاك فهنا يجب عليه الفطر، ويَحْرُم عليه الصوم.
وللحديث بقية ـ إن شاء الله تعالى
ـ مع " الأخطاء الخاصة بصلاة التروايح "[/b]
وبعد...،[/b]
فهذا آخر ما تيسر جمعه في هذه الرسالة [/b]
نسأل الله أن يكتب لها القبول، وأن يتقبلها منَّا بقبول حسن، كما أسأله سبحانه أن ينفع بها مؤلفها وقارئها ومن أعان على إخراجها ونشرها......إنه ولي ذلك والقادر عليه.[/b]
هذا وما كان فيها من صوابٍ فمن الله وحده، وما كان من سهوٍ أو خطأ أو نسيانٍ فمنِّي ومن الشيطان، والله ورسوله منه براء، وهذا بشأن أي عمل بشري يعتريه الخطأ والصواب، فإن كان صوأبا فادع لي بالقبول والتوفيق، وإن كان ثمّ خطأ فاستغفر لي [/b]
وإن وجدت العيب فسد الخللا[/b]
| جلّ من لا عيب فيه وعلا[/b]
|
فاللهم اجعل عملي كله صالحاً ولوجهك خالصاً، ولا تجعل لأحد فيه نصيب[/b]
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.[/b]
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلّى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.[/b]
هذا والله تعالى أعلى وأعلم.........[/b]
سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك[/b]
|
|
| |
| |