| تاريخ كتابة المُساهمة الأحد أغسطس 21, 2011 4:52 am | |
| (1ـ الأخطاء الخاصة بالصيام)
من المعلوم أن شهر رمضان من المنح الربانية للأمة المحمدية، فهو شهر مبارك تفتح فيه أبواب الجنان فلا يغلق منه باب، وتغلق فيه أبواب النيران فلا يفتح منها باب، وتُصفَّد فيه الشياطين ومردة الجان.
شهر مَن قامه لله إيماناً واحتساباً؛ غُفر له ما تقدَّم من ذنبه، شهر فيه ليلة هي خير من ألف شهر، مَن قامها لله إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدَّم من ذنبه، شهر مَن أتى فيه بعمرة كمن حجّ مع النبي r[/b]... وغير ذلك من الهبات الربانية، فعلى الإنسان أن يجتهد في شهر رمضان، حتى يخرج الشهر وقد غُفر له ما تقدَّم من ذنبه.
ومـن الأخـطـاء الخـاصـة بالـصـيـام
1 ـ عدم الإخلاص في الصيام:
فمن المعلوم من الدين بالضرورة أنه لا يُقبل أي عمل شرعي إلا بشرطين هما: الإخلاص والمتابعة، وهذين الشرطين في قوله تعالى: {فَمَنكَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ[/b]فَلْيَعْمَلْعَمَلًاصَالِحًاوَلَايُشْرِكْبِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا}[/b]
[الكهف:110][/b]
{فَلْيَعْمَلْعَمَلًا صَالِحًا}= [/b]المتابعة ، {وَلَايُشْرِكْبِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا}= [/b]الإخلاص
فكم من صائمٍ ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش، وكم من قائم ليس من قيامه إلا السهر والتعب؟! لأن عمله ليس فيه إخلاص، فتجده يصوم ويقوم من أجل رؤية الناس أو خوفاً من مذمتهم، ولذلك تجد أن النبي r يؤكد على الإخلاص في الصيام، فيقول:[/b]
"مَن صام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدَّم من ذنبه"[/b]
قال أبو حاتم بن حبان ـ رحمه الله ـ: إيماناً بفرضه، و "احتساباً" [/b]أي: مخلصاً فيه
ولذلك تجد السلف أحرص الناس على الإخلاص؛ لأنهم يعلمون أن به يكون الخلاص.
فهاهو داود بن أبي هند ـ رحمه الله ـ:[/b]
صام أربعين سنة لا يعلم به أهله ولا أحد، وكان خزَّازاً يحمل معه غداءه من عندهم فيتصدَّق به في الطريق، ويرجع عشياً فيفطر معهم، فيظن أهل السوق أنه قد أكل في البيت، ويظن أهله أنه قد أكل في السوق. ("صفة الصفوة": 3/300)[/b]
وهاهو معروف الكرخي ـ رحمه الله ـ يقول عندما سُئل:[/b]
كيف تصوم؟ فغالط السائل، وقال: صوم نبينا r[/b]كذا وكذا، وصوم داود كذا وكذا، فألح عليه السائل، فقال: أُصبح دهري صائماً، فمن دعاني أكلت ولم أقل إني صائم. أهـ (سير أعلام النبلاء: 9/ 341)[/b]
يقول سفيان الثوري ـ رحمه الله ـ:[/b]
بلغني أن العبد يعمل العمل سراً، فلا يزال به الشيطان حتى يغلبه فيكتب في العلانية، ثم لا يزال به الشيطان حتى يحب أن يحمد عليه فينسخ من العلانية فيثبت في الرياء. أهـ
2 ـ الجهل بمبطلات ومفسدات الصيام:
فكثير من المسلمين يجهلون مبطلات الصيام، وهذا خطأ عظيم؛ لأنه ربما وقع في مبطل من مبطلات الصيام وهو لا يعلم، فيفسد عليه اليوم وهو يظن أن صيامه صحيح، وهذا يتنافى مع قول النبي r: " مَن صام رمضان إيماناً واحتساباً؛ غُفر له ما تقدَّم من ذنبه"[/b] (البخاري ومسلم)[/b]
وعلى هذا ينبغي لمَن دخل عليه رمضان أن يتعلَّم أحكام الصيام، وكذا مبطلات الصيام، وهذا من الاستعداد لهذا الشهر المبارك حتى يخرج منه وقد غُفر له ما تقدَّم من ذنبه.
ـ ومن مبطلات الصيام التي يجب فيها القضاء فقط:[/b]
1. الأكل والشرب عامداً ذاكراً لصومه.
2. تعمُّد القيء.
3. الحيض والنفاس.
4. تعمُّد الاستمناء.
5. مَن نوى الإفطار أثناء النهار.
6. الردة عن الإسلام.
ـ ومن مبطلات الصيام التي يجب فيها القضاء والكفارة:[/b]
وهو الجِماع لا غيره أثناء نهار رمضان.
3ـ صيام يوم الشك ( يوم ثلاثين من شعبان ):
فعند الخروج ليلة الثلاثين من شعبان لرؤية هلال رمضان فحال دون رؤيته غَيْمٌ أو قَطر، فتجد مَن يُبيِّت النية على أن صبيحة هذا اليوم هو الأول من رمضان، فيصومه احتياطاً، وهذا خطأ، وهو على خلاف مذهب الجمهور، حيث قالوا: "لا يجوز صوم هذا اليوم لا وجوباً ولا تطوعاً، واستدلوا بما يلي:
- ما أخرجه البخاري عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ[/b] أن رسول الله r قال: [/b]
"الشهر تسع وعشرون ليلة، فلا تصوموا حتى تروه (أي الهلال)، فإن غمَّ عليكم فأكملوا العدة ثلاثين".[/b]
وفي رواية: "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن غُمَّ عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين".[/b]
- وأخرج البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة t أن رسول الله r قال:[/b]
"لا يتقدمن أحدكم رمضان بصوم يوم أو يومين، إلا أن يكون رجل كان يصوم صومه، فليصم ذلك اليوم"[/b]
- وأخرج أصحاب السنن عن عمار بن ياسر t قال:[/b]
"مَن صام اليوم الذي شك فيه فقد عصى أبا القاسم".[/b]
- إن صيام هذا اليوم علي سبيل الاحتياط من التنطع في الدين، لأن الاحتياط إنما يكون فيما كان الأصل وجوبه، أما ما كان الأصل عدمه فلا احتياط في إيجابه.
وقد قال النبي rفيما رواه مسلم: " هلك المُتَنطِّعون " [/b]
(صحيح فقه السنة للشيخ أبو مالك كمال سيد سالم : 2/93)[/b]
تنبيه:
مَن كان له عادة من صيام كالاثنين والخميس مثلاً، أو يصوم يوماً ويفطر يوماً، فوافق صيامه هذا اليوم الذي قبل رمضان، فلا حرج من صيامه، ولا يدخل هذا في النهي الذي جاء في الحديث وفيه: [/b] "لا يتقدمن أحدكم رمضان بصوم يوم أو يومين"[/b]، لأنه جاء في تتمة الحديث:[/b]
"إلا أن يكون رجل كان يصوم صومه فليصم ذلك اليوم"[/b]
لكن هناك بعض الأخطاء التي ربما يقع فيها البعض، فتنقص من قدر الصيام، وربما تقدح في صحته.
فقلت أحذِّر نفسي وأخواني وأخواتي من هذه الأخطاء حتى لا نقع فيها، وهي من باب عرفت الشر لا للشر، ولكن حتى لا أقع فيه.
فقد أخرج البخاري ومسلم عن حذيفة بن اليمان t قال:[/b]
"كان الناس يسألون رسول الله [/b]r عن الخير، وكنت أسأله عن الشر؛ مخافة أن أقع فيه"[/b]
وبوَّب البخاري ـ رحمه الله ـ في "صحيحه" باب العلم قبل القول والعمل[/b]
وعلى هذا يجب على كل مسلم أن يتعلم أن يعمل، ومن هذا الباب وضعت بين يديك أخي الحبيب بعض الأخطاء التي نقع فيها في رمضان مثل:
الأخطاء الخاصة بالصيام، والأخطاء الخاصة بالطعام، الأخطاء الخاصة بصلاة التراويح، الأخطاء الخاصة بصلاة الوتر والقنوت، الأخطاء الخاصة بالأئمة عند صلاة القيام، الأخطاء الخاصة بالنساء في رمضان، الأخطاء العامة في شهر رمضان.
وستأتي هذه الأخطاء تباعاً إن شاء الله، وأسأل الله أن ينفع بها المسلمين، كما أسأله- سبحانه وتعالى- أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال، وأن يجعلنا في رمضان من المقبولين، وأن يبلغنا رمضان أزمنة مديدة، وسنوات عديدة، ونحن في عافية وستر ... آمين. آمين
|
|
| |
| |
| |
| |
| |